«الأم: جايين نخطب بنتكم لولدنا! الأهل: من دلكم عليها؟ وأين شفتوها؟ الأم: والله شفنا طبخها على الفيس بوك، ويديها على الواتس اب، وعيونها على الفايبر، ورجليها على الانستغرام، وأنفها على السناب شات، وجمعناهم مع بعض وأعجبتنا بنتكم!» هذه الطرفة تتحدث عن واقع المعايير الخاطئة المتبعة لاختيار شريك أو شريكة الحياة! والذي أعتقد أنه أحد أهم أسباب نسب الطلاق الكبيرة التي نراها حولنا، خصوصاً في السنة الأولى للزواج! فإن كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول للرجل (تُنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) ويقول صلوات الله وسلامه عليه للمرأة وولي أمرها ( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) فالاختيار الرجالي اليوم يقوم على: فاظفر بذات الجمال الذي يقترب مما تراه في المسلسلات تربت يداك! أو فاظفر بذات الاستعراض في مواقع التواصل! أو فاظفر بمن تعجب أختك حتى ولو لم تكن مناسبة لك! رغم أن هذه الأمور كلها وقتية وسرعان ما تزول بزوال آثار الماكياج، كما أن الظرافة التويترية والجمال الانستقرامي والتميز الواتسابي كلها أمور افتراضية لا تنقل إلا جزءاً من الصورة! وبالمقابل فالواقع النسائي يقول: إذا أتاكم من ترضون منصبه! أو وسامته! أو يعجبكم معسول كلامه! أو سمعة والده فزوجوه! وما إن يصحو فارس الأحلام من نومه! حتى تبدأ الشكوى من الإهمال! وعدم تقدير المسؤولية! ومن ثم البحث عن حل لهذه المصيبة حتى ولو بالوقوف في ساحات المحاكم! لكي لا نقع في المحظور وندمر حياتنا وحياة من حولنا يجب أن نعيد النظر في معايير اختيارنا لشركاء حياتنا، ويجب ألا ينساق الآباء والأمهات خلف رغبات أبنائهم قليلي الخبرة وأن يقوموا بدورهم الإرشادي والتوجيهي فالخسارة دائرتها واسعة جداً وللأسف! وكما بدأت بطرفة أختم بطرفة «الزواج عندنا مثل صيد السمك بالبحر الكل يرمي سنارته ولا يعرف أي سمكة ستعلق بالسنارة! قد تكون سمكة قرش!... ولذلك مالك إلا الدعاء» متخصص بالشأن الاجتماعي