الدمام، عواصم الشرق، وكالات تعهد اليمن بتطهير كافة محافظاته من وجود الميليشيات الانقلابية، فيما توقعت هيئة أركان قواته المسلحة نهايةً وشيكة للحوثيين مؤكدةً قرب الحسم لمصلحة المقاومة الشعبية في محافظة لحج، في وقتٍ تواصلت المواجهات على الأرض بين الموالين للشرعية وقوى التمرد. وأبلغ الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى صنعاء، بتينا موشايت، بتصميم قوات المقاومة الشعبية المسنودة بالجيش الموالي للشرعية على إخراج الانقلابيين من كافة المحافظات «حتى ينعم أبناء شعبنا بالأمن والاستقرار والطمأنينة». ودعا هادي، خلال لقائه موشايت أمس في الرياض، دول الاتحاد الأوروبي إلى المساهمة في إعادة إعمار بلاده حتى تصل إلى مرحلة الاستقرار، مبدياً ارتياحه لما حققته المقاومة الشعبية مؤخراً من انتصارات في محافظة عدن. في المقابل؛ جدَّدت موشايت التأكيد على موقف الاتحاد الأوروبي الداعم لشرعية هادي، لافتةً إلى استمرار دول الاتحاد في تنفيذ برامج تنموية بالتنسيق مع حكومته. وشدَّدت السفيرة على أهمية استناد أي حل سياسي للأزمة اليمنية إلى قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي عُقِد في صنعاء خلال العامين الماضيين. ميدانياً؛ أعلنت المقاومة الشعبية في تعز (جنوبي غرب) تمكُّنها من نصب كمينٍ مسلحٍ لدوريةٍ تابعةٍ للمتمردين في شرقي المدينة ما أسفر عن مقتل 4 مسلحين وإصابة 3 آخرين. كما أفادت بسيطرتها على تبة مسعود القريبة بعد اقتحام أفرادها قرية حدنان وخوضهم معارك عنيفة فيها. وأبلغ مصدر ميداني وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» بأن مقاومين تعزيين نصبوا عصر أمس كميناً في شرق مدينتهم استهدف دورية تابعة للحوثيين بالقرب من دوار القصر الجمهوري، محصِياً مقتل 4 عناصر كانوا يستقلون الدورية وإصابة 3 من زملائهم. ولفت مصدر آخر إلى معارك عنيفة خاضها المقاومون بالتزامن في قرية حدنان القريبة وأسفرت عن مقتل ضابط في اللواء 22 المتمرد على الشرعية وإصابة 7 من جنوده. وانتهت المعارك بإعلان سيطرة المقاومة على تبة مسعود التي كان الحوثيون وحلفاؤهم ينصبون مدفعيتهم أعلاها. ونصب موالون للشرعية في المدينة نفسها كميناً آخر استهدف دورية تابعة للميليشيات لدى مرورها بالقرب من المدينة السكنية في منطقة الحوبان ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى لم يُحدَّد عددهم. واعتبر رئيس هيئة الأركان العامة التابعة للشرعية، اللواء محمد المقدشي، أن نهاية الميليشيات الانقلابية المدعومة بقوات الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، باتت وشيكة، متوقعاً حسماً عسكرياً مرتقباً لمصلحة المقاومة بما يفضي إلى تغيير المعادلة القائمة في البلاد. في غضون ذلك؛ لفت رئيس الأركان، في تصريحات صحفية أمس، إلى اقتراب قوات المقاومة المدعومة بالجيش الوطني من تحقيق الانتصار في المعارك الدائرة في لحج (جنوب) ما سيتيح استعادة السيطرة على قاعدة العند الجوية التي تعد الموقع العسكري الأهم في المحافظة. كما توقَّع استعادة صنعاء من قبضة الانقلابيين قريباً، عادَّاً تحريرها أولوية لدى القوات المؤيدة للشرعية الدستورية. في الوقت نفسه؛ تحدث اللواء المقدشي عن إحكامٍ تام للسيطرة على كافة مديريات محافظة عدن بعد إخلائها من الوجود العسكري للمتمردين، لكنه أقرَّ بأن ثمَّة جيوباً حوثية صغيرة لا تزال متبقية في المحافظة وإن كانت لا تمثل تهديداً. ولاحظ تعرُّض الانقلابيين لعملية استنزاف يومية جرَّاء ضراوة المقاومة الشعبية في محافظات الضالع ومأرب وتعز، مبدياً ارتياحه لـ «الدور المحوري الذي أسهمت به دول التحالف العربي بقيادة السعودية في إعادة الأمل لشعبنا وإقناعه بإمكانية الخلاص من الانقلاب واستعادة مسار الاستقرار المنشود (..) بعد عملية عاصفة الحزم التي قلبت الموازين ومثَّلت صفعة مدوية لقوات الحوثي وصالح». وفي تطورٍ ميدانيٍ جديد في عدن؛ واصلت المقاومة تمشيط الضواحي الشمالية للمدينة، حسبما ذكر سكان محليون. وأبلغ سكان موقع «المصدر أونلاين» اليمني بتقدم المقاومين أمس في مواقع في الضواحي الشمالية كانت تعد آخر معاقل الحوثيين وحلفائهم في المدينة. بدورها؛ اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية الدولية جماعة الحوثي بقصف مناطق مأهولة بالسكان من دون التفاتٍ لمصير المدنيين. ونبَّهت إلى إمكانية تقديم قادة الجماعة إلى القضاء الدولي بتهمة ارتكاب جرائم حرب. ووثقت «هيومن رايتس ووتش»، بحسب متحدث باسمها، لجوء الحوثيين والمسلحين الموالين لهم إلى استهداف مناطق مأهولة بالسكان في عدن بقذائف الهاون والصواريخ مع علمها بوجود مدنيين في هذه المناطق. وأفادت المنظمة بأن أكثر هذه الهجمات دموية استهدفت منطقة دار سعد (شمال المدينة) في الـ 19 من يوليو الجاري ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين بينهم أطفال بنيران الهاون، داعيةً قادة الحوثيين إلى «أن يدركوا أنهم قد يواجهون المحاكمة على جرائم الحرب للأمر بهجمات الصواريخ العشوائية على الأحياء المدنية أو مجرد الإشراف عليها». وكان ممثلون عن المنظمة زاروا 4 مناطق في عدن وعاينوا آثار انفجارات ناتجة عن استهداف منازل بمدافع هاون وصواريخ. وعلى صعيدٍ سياسي؛ اقترحت الأمم المتحدة إرسال مراقبين عرب إلى اليمن تحت مظلتها ليساهموا في التوصل إلى حل سياسي. وربط المبعوث الأممي إلى صنعاء، الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بين نجاح مقترح إرسال مراقبين والتنسيق بين منظمته وجامعة الدول العربية. وأعلن ولد الشيخ أحمد، خلال مؤتمر صحفي أمس في مقر الجامعة العربية في القاهرة، اتفاق المنظمتين الأممية والعربية على اعتبار الحل السياسي وسيلةً وحيدة لإنهاء الأزمة اليمنية. وخلال المؤتمر الصحفي نفسه؛ وصف الأمين العام للجامعة العربية، المصري نبيل العربي، إرسال مراقبين عرب إلى المدن اليمنية بـ «الأمر المطروح»، لكنه دعا أولاً إلى وقف الاقتتال الداخلي وإطلاق عملية سياسية حتى يتمكن المراقبون من السفر والتنقل وأداء مهامهم. وأقرَّ العربي بصعوبة مهمة ولد الشيخ أحمد، معتبراً أنه «ليس من السهولة أن يمسك المبعوث بجميع الخيوط في يده نظراً لوجود عمليات عسكرية على الأرض .. ورغم ذلك فإنه يقوم بدور مهم».