×
محافظة المنطقة الشرقية

غرفة الشرقية تطرح 100 وظيفة للرجال في أحد البنوك الكبرى

صورة الخبر

أن تُمنح المرأة الفرصة لتشارك في التنمية الاجتماعية وبناء الإنسان من خلال التعليم والصحة، ومزاولة بعض الأعمال التي يتطلب مزاولتها وجود العنصر النسائي، وفي حدود الوقت الذي لا يطغى على حق الزوج والأبناء والبيت فيما إذا كانت المرأة التي تزاول العمل متزوجة، كل ذلك لا بأس به، ومرحب به، ولكن الملاحظ في الآونة الأخيرة تعالي بعض الأصوات التي تطالب بإقحام المرأة في كل مجال يعمل به الرجل؛ الأمر الذي ينافي الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها؛ لأن الأصل أن يكد الرجل ويعمل من أجل الحصول على الرزق، والمرأة تشاطره العمل والعناء في تربية الأبناء ورعايتهم، وإنجاز الأعمال المنزلية، وعليها تنشئة بناتها على هذا النهج السليم، وهذا سبب القوامة التي جاء ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم...} الآية (النساء، 34). وهكذا يؤكد المولى - عز وجل - خالق الرجل والمرأة، والعالِم بأسرار وخفايا وتكوين كل جنس، أهمية الإنفاق المالي من قِبل الرجل؛ ولذلك لم تأتِ القوامة من فراغ، أو لمجرد الاستعراض بقوة الرجل وسطوته، بل إن هناك حكمة إلهية عظيمة وراءها، تكمن في أن المرأة مهما بلغت من نشاط إلا أنه يعتريها فترات ضعف، أرادها الله أن تمر بها لحكمة هو يعلمها، ليس أقلها الحمل والولادة والإرضاع، وكلها أمور شاقة؛ وتحتاج إلى تركيز ذهني، وتستنزف من قوة المرأة الشيء الكثير. بينما الرجل وهبه الله من المقومات ما يمكنه من العمل لساعات طويلة مع القدرة على التحمل. إذن، فما الذي استجد على حياتنا، وجعل التربية والمنزل مهمة ثانوية في حياة الأم، لدرجة تخلي الأم عن مسؤوليتها الفطرية في تربية الأطفال ورعايتهم وتنشئتهم إلى العاملة المنزلية؟! إن خروج المرأة للعمل خارج البيت بهذا الشكل المندفع أحدث خللاً في البنية الاجتماعية للمجتمع السعودي. لقد أصبحنا أمام منعطف خطير، لا ينبغي أن نسكت أو نصم آذاننا عن الاستماع لتبعاته المحتومة الوقوع، التي أصبحنا نعاصرها في كل يوم. ألم تسمعوا بحالات الطلاق المخيفة التي تقع كل يوم؟ فقد كشفت دراسة أعدتها وحدة التقارير الاقتصادية في صحيفة الاقتصادية عن أن حالات الطلاق في السعودية ارتفعت إلى أكثر من 30 ألف حالة خلال العام الماضي 2012؛ لتبلغ 82 حالة في اليوم، بمعدل 3.4 حالة طلاق في الساعة الواحدة. لقد حدث ذلك عندما حاول البعض العبث بالسنن الكونية التي فطر الله الناس عليها؛ لأن الأسرة في الإسلام هي مجموعة من الأدوار التي يؤدي تضافر أفرادها في تأديتها إلى تحقيق الاستقرار النفسي والعاطفي؛ ما يقود في النهاية - بعون الله - إلى بناء مجتمع سوي. إن الفَهم الخاطئ لمواكبة المرحلة التي يمر بها المجتمع، من خلال ترويج مقولة إن علينا أن نجاري العالم من حولنا لأننا جزء من العالم، لا يمكن تفسيره من خلال التبعية المطلقة لكل ما يروج له الآخرون. والمنطق أيضاً يقول لماذا لا يتبعني الآخرون؟ لقد مَنّ الله علينا بخلو مجتمعنا من الأمراض الجنسية القاتلة كالإيدز إلا فيما ندر، مقارنة بالنسب العالمية التي تعدى ضحاياها الخمسين مليون مصاب من الجنسين؛ بسبب استباحة كل شيء حتى الأعراض، وتهرَّب الغرب من الاعتراف بهذه المأساة، وتبنى حلولاً مخجلة فاقمت من المشكلة، وساهمت في انتشارها، بتوعية الشباب من الجنسين لإقامة علاقات جنسية آمنة، فأي أمان يحميه الشيطان والعياذ بالله، لكنه الكِبْر والتيه.. ووجدنا في مجتمعنا من يطالب بشرطة نسائية في كل حي لردع حالات التحرش الجنسي الأسري، والعنف الأسري.. وهو حقيقة اقتراح أجده بدون معنى؛ فهناك جهات أمنية معنية بتطبيق العقاب، ولديها من النساء العاملات العدد الكافي، وهناك هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي تقوم بواجباتها في حفظ المجتمع من الانحراف على أكمل وجه، فكثير من البيوت التي حولنا يعيش أهلها هانئين وبعيدين عن هذه المشاكل بما مَنّ الله عليهم من تمسك بالدين واحتضان كامل لأبنائهم في إطار أسري حميم، وهذه شهادة حية من امرأة من فرنسا، هي مريم هاري، التي عملت إلى جانب الرجل، ونشرت خطاباً موجَّهاً إلى النساء المسلمات في كتابها (الأحاريم الأخيرة)، تقول لهن: يا أخواتي العزيزات، لا تحسدننا نحن الأوروبيات، ولا تقتدين بنا؛ إنكن لا تعرفن بأي ثمن من عبوديتنا الأدبية اشترينا حريتنا المزعومة. إني أقول لكنّ: إلى البيت، إلى البيت، كن حلائل، ابقين أمهات، كن نساءً قبل كل شيء، قد أعطاكن الله كثيراً من اللطف الأنثوي فلا ترغبن في مضارعة الرجال، ولا تجتهدن في مسابقتهم، ولترض الزوجة بالتأخر عن زوجها وهي سيّدته، ذلك خير من أن تساويه وأن يكرهها. ومن هنا أناشد علماءنا الأجلاء عقد ندوة أو مؤتمر عالمي لمناقشة هذه المسألة؛ فمجتمعنا بدأ يطوله ما طال غيره من المجتمعات، وبدأنا نحس بغربة الأبناء الأسرية، وللأسف ساهم الإعلام بتعميق المشكلة من خلال التشجيع من قِبل بعض الكتّاب من الجنسين، الذين أُفردت لهم المساحات، لدعم فكرة خروج المرأة للعمل ومساواتها بالرجل دون ضوابط.. وهذه همسة في أذن القائمين على وسائل الإعلام: لقد حملتم أمانة الكلمة والصورة التي تعرضونها، فلماذا هذا الضخ المبالغ فيه لصور المرأة في الصحف والمجلات، وبكامل زينتها؟! صدقوني، لا نريد للمرأة أن تعرض بهذا الشكل، والشيء نفسه ينطبق على التلفزيون، وأقولها بكل جرأة: لا علاقة للإبداع بالسفور في مجتمع مسلم؛ ولذلك لا نريد أن نتحول إلى مجتمع فاقد للهوية، لا نريد أن نصنع مجتمعاً صناعة غربية، ثم نطالبه بأن يكون مجتمعاً فاضلاً. إذن، نحن بحاجة للوقوف على الحقيقة، فأين هي الحقيقة؟؟.