تلعب مساحة المطبخ الإجماليّة بموازين سعادة أيّ امرأة، وتؤثر في مدى راحتها عند مزاولة عملها اليومي المألوف، وإعداد السفرة اليومية لعائلتها، ولو سألنا كل ربات البيوت، نجد أن طموحهن يتوحد، وهو أن يكون مطبخهن كبيراً، كي يستطعن قضاء وقت ممتع أثناء إعدادهن للطعام، وأحياناً يظهر حل ذكي، لمحاولة تعويض المساحة الضيقة في المطبخ الصغير، وإبقائه مفتوحاً على غرفة المعيشة بطريقة تحاكي العصر في تصاميم المطابخ؛ لتستطيع المرأة أن تشارك أطراف الحديث مع أفراد عائلتها، وبذلك لا تكون انعزلت في المطبخ عن الآخرين، ممن يجلسون في غرفة المعيشة أو الجلوس. تقول رشا الحفيظ: إن المطبخ العصري المُستوحى من الطراز الأمريكي، والمُطل على غرفة المعيشة يمنح المنزل أناقة وطابعاً عصرياً عفوياً، بحيث يُمكن ربة المنزل من ابتكار ديكورات وتصاميم فريدة من نوعها، تضع فيها لمستها على أركان المنزل، مشيرةً إلى أن تناسق الألوان ما بين المطابخ المفتوحة وألوان الصالة وغرف المعيشة والديكور العام للمنزل، يضيف جماليّة من نوع خاص على الأثاث ويوفر نوعاً من التوازن والتناغم، يريح العين ويبعث في النفس راحة كبيرة. وتضيف الحفيظ: المطابخ المفتوحة تُمكن ربة المنزل من القيام بأكثر من مهام في الوقت نفسه، بحيث تطبخ، وتشرف على أطفالها، وتشاهد التلفزيون، محاكيةً إحدى الوصفات، التي تعرضها برامج الطهي على الفضائيات. وعلى النقيض تماماً من الحفيظ، تُفضل هبة صلاح، المطبخ المغلق التقليدي، إذ إن هناك عيوبا عدة تترافق مع تصميم المطابخ المفتوحة من وجهة نظرها، أهمها عدم الشعور بخصوصية المرأة داخل مطبخها، خاصة عند استقبال الضيوف، وإلزام السيدة إلى السعي الدائم لتنظفيه، باعتباره جزءاً من صالة استقبال الضيوف، في حال كان مُطلاً عليها، إضافة إلى انتشار رائحة الطعام والطبخ وانتقال أصوات ضجيج الطبخ وغسيل الأطباق، بشكل دائم إلى بقية أرجاء المنزل، الأمر الذي من شأنه إزعاج بعض الضيوف أو الأطفال من أفراد الأسرة نفسها، ويؤدي إلى تحسسهم من روائح بعض الأطعمة. وتؤكد أروى مسلم أنه يمكن الجمع بين المطبخ المفتوح والمطبخ المغلق في المنازل الكبيرة أو المتوسطة، وذلك عبر إنشاء ركن خاص بين الصالة والمطبخ، تكون مهمته تحضير وطبخ الأمور البسيطة، التي تعمل عليها السيدة داخل منزلها، كإعداد الشاي أو القهوة وغيرها، إلى جانب وجود ثلاجة متوسطة أو صغيرة الحجم فيه، تشتمل على أساسيات التجهيزات والشراب وغيرها، وتتابع: هذا الركن لن يلغي مُهمة المطبخ الكبير المغلق، الذي تقضي فيه ربة المنزل جُل وقتها، لإعداد وتحضير الغداء بصورة يومية. ويبيّن فادي أبو غوش، مهندس ديكور وتصميم داخلي، أن المطبخ المفتوح يُعرَّف على أنه مكان مفتوح بشكل كامل أو جزئي على صالة الجلوس، وبإمكان ربة المنزل تحديد درجة انفتاحه، لتقلل بالتالي من عيوبه التي تتعارض كلياًَ مع ثقافة المنازل الشرقية، باعتبار أن هذه التصاميم المفتوحة للمطابخ غربية الثقافة، ومستمدة من أصول أمريكية تحاكي متطلبات العصر التي تستلزم وجود مثل هذه الأنواع من المطابخ فيه، ويقول أبو غوش: المطبخ المفتوح ليس موضة جديدة كما يظن البعض، لكنه اتجاه قديم لجأ إليه مصممو الأثاث منذ العصور الوسطى، لما يتيحه من فرصة كبيرة لتجمع العائلة، وسريان الود والمحبة بين أفرادها، وعاد هذا النوع من المطابخ من جديد، بل وتحول إلى بديل عصري لغرفة المعيشة في الآونة الأخيرة يقبل العديد عليها. وتلفت رهف الحلبي إلى أن التصميم المفتوح للمطابخ يتناسب مع الاتجاه الحديث، نحو إعادة الدفء والراحة إلى البيت، وإضفاء لمسة جماليّة ساحرة عليه، خاصة في ظل وجود الكراسي المريحة، والبسط الجميلة، وقطع الأثاث البسيطة، والإنارات المتدلية، الدافئة في أضاءتها، من أسقفه، والبعد قدر الإمكان عن الخزانات ذات المساحات الكبيرة والطوليّة، باتباع الاتجاه الجديد في استخدام الخزانات ذات الأبواب والرفوف التخزينية، والطاولات ذات الطرز القديمة، التي تُوضع في وسط المطبخ لإعداد الطعام، وتقول: الجلوس حول طاولة المطبخ يعطي أفراد عائلتي إحساساً بالأُلفة وروح اللمة، التي يُفتقرون إليها في تناول أغلبية وجباتهم هذه الأيام، بسبب ظروف عملنا وأوقاتنا المختلفة، التي نادراً ما تتوافق بين الأولاد وأولياء أمورهم. وتؤيد سمية غلوم، مميزات المطابخ المفتوحة التي ذكرتها الحلبي، وتضيف: عدد كبير من السيدات يفضلن تحويل مطابخهن إلى غرفة معيشة في المنزل، حيث يلتقي كل أفراد العائلة، ليس فقط في المطبخ الكبير التقليدي ذي المساحة المغلقة، بل حتى في المطابخ الصغيرة المفتوحة، فيما يتعلق بأصحاب الشقق الصغيرة، إذ تزيد من محدودية نطاقها، في حال فتحت على بقية أقسام المنزل، وتجعل العين تراها بصورة أوسع وأكبر، خصوصاً إذا تم تطعيمها بأكسسوارات ذات ألوان فاتحة كالأخضر (الفستقي)، والأصفر الفاتح، والبرتقالي، والأبيض، وتجنب الألوان القاتمة؛ كونها تزيد من الإحساس بالضيق وصغر المكان. تطويع التصميم الغربي يقول عبدالله الهباش، مصمم ديكورات مطابخ، إنه يُعمل حالياً على تقليل عيوب التصاميم الحالية للمطابخ الأمريكية المفتوحة بما يتلاءم مع طبيعة العائلات العربية والثقافات الشرقية، من خلال اللجوء إلى تغطية بعض المساحات الممتدة في المطبخ، والاستعانة بالمراوح الخارجية والعديد من شفاطات الهواء لطرد الدخان إلى الخارج، إضافة إلى تجنب الفوضى الناتجة عن تجمع الضيوف حول طاولة إعداد الطعام في الوقت الذي يتم فيه تجهيزه، من خلال تخصيص طاولة خاصة في وسط المطبخ، للفصل بين عملية إعداد الطعام وبين الضيوف، وتساعد في عملية الفصل هذه الأعمدة والستائر القصيرة والزخارف الجميلة، التي تلفت النظر بعيداً عن أيّ ضوضاء يمكن أن تحدث عند طهي الطعام. ويشير الهباش إلى ضرورة التأكد من أن تصميم الشقة ومساحتها يسمحان بذلك قبل الشروع في اعتماد المطبخ المفتوح، موضحاً أن مواصفات الشقة الأنسب للمطبخ المفتوح ذات المساحة الواسعة، أو ذات الطابقين، كالفيلا أو الشقة الدوبلكس، كذلك يُفضل أن يكون المطبخ قريباً من غرفة الاستقبال أو السفرة، لمنح المنصة مساحة واسعة أمامه، حيث يجب أن يتوافر متر ونصف متر مربع على الأقل من المساحة الخالية أمام المطبخ المفتوح، كذلك يجب أن يكون تصميم أعمدة الشقة مناسباً لعمل مطبخ مفتوح.