أعلن مسؤول أمني ليبي أن مجهولين خطفوا نائب رئيس الاستخبارات الليبية، رئيس وحدة التجسس مصطفى نوح المتحدر من مصراتة في طرابلس أمس. وتأتي هذه العملية في ظل أجواء مشحونة بالتوتر والغضب، وسط إضراب عام ودعوات لتنفيذ عصيان مدني في طرابلس الغرب إثر مقتل 43 شخصاً وجرح 461 آخرين في اشتباك حي غرغور بين ميليشيا تنتمي لمدينة مصراتة ومتظاهرين سلميين من العاصمة طالبوا برحيل المسلحين عن مدينتهم، ومحاولة اقتحام العاصمة الليبية من قبل مصراتيين أتوا لنجدة رفاقهم وأُوقف تقدمهم في تاجوراء (شرق العاصمة) أول من أمس،. واوضح المسؤول رافضاً كشف اسمه ان نوح «خُطف بعيد وصوله إلى طرابلس قادماً من رحلة في الخارج». وذكر مصدر آخر أن نوح اختُطف من مكان انتظار السيارات، حيث نقله خاطفوه بسيارتهم إلى جهة مجهولة، مشيراً إلى أنه لم يكن معه حراس حينها، من دون أن يذكر أي تفاصيل عن المهاجمين أو دوافعهم. في غضون ذلك، اقتحم عشرات المتظاهرين من دون عنف قاعة المؤتمر الوطني العام أمس، للمطالبة برحيل الميليشيات عن العاصمة. وقال أحد المتظاهرين: «نطالب بقرارات جريئة من المؤتمر لإنهاء وجود الميليشيات في العاصمة. جئنا للضغط على المؤتمر من دون عنف». وأغلقت قوات الأمن التي لم تقاوم دخول أول فوج من المتظاهرين، المدخل الرئيسي للقاعة لاحقاً، مانعة متظاهرين آخرين من الدخول. ونفّذ سكان طرابلس أمس، إضراباً عاماً تلبيةً لدعوة المجلس المحلي (بلدية) وسط دعوات للعصيان المدني، تنديداً بأعمال العنف الدامية التي شهدتها مدينتهم. وساد هدوء أمس، في الضاحية الشرقية للعاصمة، فيما جرت مفاوضات لإقناع عناصر مصراتة المتمركزين حالياً على بُعد 60 كلم شرق العاصمة بـ «العودة إلى ديارهم». وكان سكان من العاصمة ضاقوا ذرعاً بممارسات الميليشيات دعوا أول من أمس، الى العصيان المدني وأقاموا حواجز على محاور طرق رئيسية وأحرقوا الإطارات. ولم تفتح المحال التجارية أبوابها في المدينة القديمة ووسط طرابلس وضواحي فشلوم وتاجوراء (شرق) وجنزور (غرب) باستثناء بعض المقاهي والمحال لبيع المواد الغذائية. وأغلقت المصارف ومعظم المدارس والجامعات أبوابها. وعبرت الولايات المتحدة أول من أمس، عن «قلقها العميق» لهذه المواجهات وحثت «الأطراف على ضبط النفس». وقال وزير الخارجية جون كيري في بيان إن «الليبيين قاموا بثورتهم من أجل نظام ديموقراطي يمكنهم من خلاله إسماع صوتهم بطريقة سلمية»، مشيراً إلى أن «لا مكان لمثل هذا العنف في ليبيا». إلى ذلك، دان الاتحاد العام للصحافيين العرب، الاعتداءات التي تعرَّض لها صحافيون ليبيون خلال تظاهرة طرابلس الجمعة الماضي. على صعيد آخر، ذكرت صحيفة «ديلي ستار صنداي» البريطانية أمس، أن جهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) تعرف على مشتبه به ليبي جديد في قضية مقتل الشرطية البريطانية إيفون فليتشر، أمام السفارة الليبية في لندن في عام 1984. وذكرت أن المشتبه به الذي أُطلق عليه اسم «إكس 10»، كان يشغل منصباً ديبلوماسياً منخفضاً في سفارة بلاده في لندن وقت مقتل فليتشر. وسمحت له السلطات البريطانية بالخروج من السفارة بموجب الحصانة الديبلوماسية بعد حصار استمر 11 يوماً.