حض الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية تمام سلام على وجوب «تفهم الآخر وعلى الآخر أن يتفهمنا ومن ثم نتفاهم معه على تحصين وطننا لبنان، نتفاهم معه على تحصين الأجيال الصاعدة ومصالحها وليس مصالح هذه الفئة أو تلك، أو هذه الطائفة أو تلك، أو هذه المجموعة أو تلك، أو هذه القوة السياسية أو تلك، نحن في حاجة إلى التفهم والتفاهم والتواضع». وقال سلام أمام المشاركين أمس، في سباق الاستقلال الذي نظمته «جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية» في بيروت لنيل كأس الرئيس صائب سلام، بمشاركة طلاب وطالبات مدارس المقاصد: «إنها مناسبة رياضية وطنية، نغتنمها لنعلن في كل عام عن تعلقنا وتمسكنا باستقلالنا في لبنان، هذا الاستقلال الذي صنعته نخبة من أبناء البلد من القادة الذين آمنوا بأنهم قادرون على تجاوز كل الصعاب، وفي تضحياتهم وفي عطاءاتهم للاستقلال ولعزة البلد وكرامته لم يتوقفوا عن بذل أي غالٍ أو رخيص، بذلوا كل شيء عندهم من دون أي تردد وكانوا في ذلك يؤكدون أننا في لبنان لدينا القدرة الكافية، ولدينا كل الإمكانات لئلا نتوقف عند التأثيرات والتدخلات الخارجية، فهم نأوا وصمدوا في وجه الانتداب وفي وجه الدول، والخطط الدولية». وأضاف قائلاً: «اليوم نحن في حاجة لتأكيد ذلك، لا للانجراف وراء من يقول إنه لا يمكن لبنان أن يستعيد عافيته أو أن يمضي في مسيرته إلا متأثراً بما يُملى عليه من الخارج، أبداً لم يكن لبنان في استقلاله وهو الامتحان الكبير إلا خير شاهد على أن الإرادة اللبنانية عندما تقرر أن تمضي في أمر ما لها كل الإمكانات والقدرات وهي نجحت في استقلال لبنان»، معتبراً أن «ما نحن في حاجة إليه اليوم هو الاعتبار بما قام به رجال الاستقلال، فصحيح أنه كان عندهم من العنفوان ما ساعدهم على مواجهة الانتداب وعلى التوصل إلى استقلال بلدهم، ولكن أيضاً إلى جانب هذا العنفوان كان عندهم التواضع الذي نحن بأمس الحاجة إليه اليوم، والذي تجسد بكلمة تاريخية لأحد رجال الاستقلال صائب سلام عندما أعلن حاجة لبنان إلى التفهم والتفاهم، وكل عام وأنتم بخير... وكل استقلال وكل احتفال في هذا الاستقلال ويتعزز إيماننا بلبنان وتتعزز مسيرتنا التي نطمح جميعاً إلى أن يكون فيها لبنان حراً سيداً مستقلاً رافعاً راية الحرية وراية السيادة وراية الاستقلال». وألقى رئيس الجمعية أمين الداعوق كلمة عدد فيها مآثر رجل الاستقلال الرئيس صائب سلام والتضحيات التي قدمها من أجل لبنان واللبنانيين. وقدم سلام وزوجته والداعوق كأس الرئيس صائب سلام للفائز الأول في السباق عن فئة الذكور إبراهيم الزهيري، وللفائزة الأولى عن فئة الإناث آسيل نحلاوي وتسلم المشاركون في السباق ميداليات المقاصد.