تعرضت مدينة قارة في منطقة القلمون شمال دمشق، التي يتحصن فيها عدد كبير من مقاتلي المعارضة أمس، لقصف بالطيران الحربي، وسط محاولات من قوات النظام لاقتحامها، مع استمرار نزوح آلاف السوريين إلى بلدة عرسال اللبنانية المقابلة لقارة. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»، إن قارة «تعرضت منذ صباح (امس) قارة لغارات جوية. وكان الطيران قصفها (أول من) امس بكثافة. وتحاول القوات النظامية اقتحامها وطرد الكتائب المقاتلة منها»، إلا أنه أشار إلى أن مقاتلي المعارضة داخل المدينة يؤكدون تصميمهم على الصمود. في المقابل، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات في عددها الصادر امس، أن «الجيش زلزل جبال القلمون، وأطبق الطوق حول الإرهابيين في قارة». وأشارت إلى أن «تحرك الجيش يأتي لفرض سيطرته على قارة بعد نداءات من الأهالي عن وجود عشرات الإرهابيين» فيها. وشهدت المعارك بين القوات النظامية مدعومة من «حزب الله» ومقاتلي المعارضة تصعيداً في منطقة القلمون لا سيما على طريق حمص-دمشق القريبة من قارة. واستمرت هذه المعارك خلال الليلة الماضية موقعة خسائر في صفوف الطرفين. وأفاد «المرصد» عن تقدم طفيف لقوات النظام لجهة الطريق الدولي، من دون أن تتمكن من دخول قارة. وتعتبر منطقة القلمون التي يسيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء واسعة منها استراتيجية، كونها تتصل بالحدود اللبنانية، وتشكل قاعدة خلفية أساسية لمقاتلي المعارضة لمحاصرة العاصمة. وبالنسبة إلى النظام، فإن هذه المنطقة أساسية لتأمين الطريق بين دمشق وحمص في وسط البلاد وإبقائها مفتوحة. كما توجد في المنطقة مستودعات أسلحة ومراكز ألوية وكتائب عسكرية عدة للجيش السوري. ومنذ أسابيع، يتخوف خبراء من حصول معركة كبيرة في القلمون ذات الطبيعة الجبلية. إلا أن مصدراً أمنياً في دمشق أشار إلى أن المواجهات في قارة ناتجة «من عمليات يقوم بها الجيش السوري لمطاردة بعض الفلول الهاربة من مهين» في ريف حمص الجنوبي الشرقي. وتبعد مهين 20 كيلومترا شرق قارة. وكان مقاتلو المعارضة استولوا خلال الأسبوع الماضي على جزء من مستودعات أسلحة موجودة على أطرافها ومناطق محيطة، لكن قوات النظام استعادتها الجمعة بعد معارك طاحنة. ونزح هرباً من العنف في القلمون، آلاف السوريين منذ الجمعة الماضي إلى لبنان عبر بلدة عرسال الحدودية مع سورية. وأعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية امس أن عدد العائلات القادمة من سوريا بلغ 1700. وجاء في بيان صادر عن الوزارة «في عرسال، سجلت الساعات الأخيرة قدوم أكثر من 500 عائلة سوريّة جديدة». وبلدة عرسال ذات غالبية سنية وهي متعاطفة إجمالاً مع المعارضة السورية. وتملك عرسال حدوداً طويلة مع الأراضي السورية تمتد لأكثر من ستين كيلومتراً، معظمها مع ريف دمشق، مع قسم صغير مع محافظة حمص. في دمشق، أفاد «المرصد» عن غارة جوية اليوم على حي برزة في شمال العاصمة، وسط قصف من القوات النظامية على مناطق يسيطر عليها مقاتلون معارضون في الحي، ما تسبب بوقوع جرحى. كما سقطت قذائف هاون عدة مصدرها مواقع مقاتلين معارضين صباح أمس على أحياء القصاع وباب توما والتجارة في وسط دمشق، ما تسبب بمقتل شخص وإصابة آخرين بجروح. وفي وسط البلاد، قال «المرصد» إن الطيران المروحي «قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدات قصرابن وردان والجزدانية ورسم الورد الزلاقيات وزور الحصن وناحية عقيربات في حماة، ما أدى إلى سقوط جرحى ومقتل جندي منشق في اشتباكات مع القوات النظامية في المدينة. كما قتل ما لا يقل عن ستة من عناصر قوات الدفاع الوطني والقوات النظامية على طريق اثريا - حماة إثر مكمن لمقاتلين من الكتائب المقاتلة كانوا يرتدون الزي الرسمي للقوات النظامية على حاجز وهمي ومعلومات عن أسر عناصر من القوات النظامية والدفاع الوطني في المكمن». إلى ذلك، قال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إن ناشطين في بلدة كوكب في ريف حماة الشمالي «أحصوا أول من امس أكثر من 60 مفقوداً من أهالي البلدة، بينهم كثير من الأطفال والنساء، وأكد الناشطون أن اختطاف هؤلاء جرى خلال عملية اقتحام وسلب ونهب نفذتها قوات النظام على البلدة، مدعومة بعناصر وميليشيات من قرى معان والزغبة والمبطن والطليسية». وفي شمال البلاد، قالت المعارضة إن مقاتليها اسقطوا ثلاث طائرات في حلب، بينها واحدة حربية قرب مطار حلب الدولي واخرى قرب حي صلاح الدين، اضافة الى مروحية سقطت في الحي ذاته.