في الوقت الذي تشهد بريدة اتساع النطاق العمراني، مازالت خطط استحداث المراكز الصحية لا تواكب ذلك، حيث اكتفت وزارة الصحة بتحويل عدد منها من مبنان مستأجرة إلى حكومية، ورغم نمو الأحياء وتضاعف السكان ظلت المراكز بنفس الإمكانات دون أن تشهد أي تطور على مستوى الأجهزة أو الكوادر والتخصصات. وفي شرق بريدة يقف مركز صحي القاع البارد أحد شواهد غياب التخطيط، حسب المواطن حمود الضبيعي الذي أوضح أنهم راجعوا كثيرا الشؤون الصحية من أجل أن يحظى حيهم والأحياء الحديثة التي نشأت خلال السنوات الأخيرة بمركز صحي وفرحنا عندما نصبت اللوحة وبدأ العمل، إلا أن الصدمة أن المقاول توقف قبل مدة طويلة جدا ولم يعد للعمل، مضيفا: مسؤولو صحة القصيم مركزا صحيا في القاع البارد قبل 20 عاما ثم نقلوه إلى الوسيطى وطلبوا منا أن نراجع مركزا في حي آخر بعد أن كان في حينا، واليوم وبعد كل هذه المدة زاد السكان ما يصل إلى أربعة أضعاف في الأحياء التي يخدمها المركز وهي القاع البارد والوسيطى وصولا إلى الهدية ومازال ذات المركز بطاقاته التي لاتستوعب مراجعيه. من جانبه طالب رئيس مركز الهدية سعيد السعيد صحة القصيم بقراءة الوضع الحالي في مركز الهدية الذي يتبعه الجراد والنقيب وعسيلان والعريفية، وقال كل هذه المواقع بها سكان ويزور مزارعها واستراحاتها آلاف الأهالي يوميا وفي محيطها توجد المتنزهات البرية لأهالي بريدة وكل هؤلاء ملزمون بمراجعة مركز صحي داخل بريدة وبعيد بمسافات طويلة فالذي يصل بريدة سيذهب إلى طوارئ المستشفيات ما يسبب زحاما شديدا. يشاطره الرأي محمد الحميد مضيفا: تخيل أن علاج سن يحتاج منك إلى وقت طويل بسبب أن المركز لايوجد به سوى طبيب يتحمل ضغط كل من يخدمهم المركز ما يجبر الناس على الذهاب إلى مستوصف أهلي ومع المغالات بالأسعار بهذه المستوصفات الأهلية المتخصصة إلا أن انتشارها بدرجة كبيرة أحيانا بالشارع الواحد أكثر من مستوصف دليل على أن المراكز الصحية لا تؤدي أدوارها بل أصبحت ملفات للتطعيم حتى الأطباء في التخصصات الأخرى غير متخصصين وأكثرهم أطباء تخصص طب عام. من جهته أوضح لـ «عكاظ» مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام الصحي والناطق الإعلامي لصحة القصيم أحمد بن عبدالرحمن البلهان أن عدد المراكز الصحية في القصيم يبلغ 172 مركزا صحيا متوزعة في أنحاء المنطقة، أما بشأن تشغيل المراكز الصحية الأولية، فإن المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة القصيم، تطبق المعايير المعتمدة من وزارة الصحة على جميع المراكز الصحية، من خلال دعمها بالقوى العاملة من أطباء وفنيين، بحسب الإحصاءات السكانية داخل نطاق خدمات المركز الصحي، وبخصوص مركز الرعاية الصحية الأولية بالقاع البارد ببريدة قال البلهان فهو ضمن مشاريع المرحلة الرابعة لإنشاء المراكز الصحية بالمنطقة، وينتظر أن تتم ترسية الإشراف على المكتب الاستشاري لاستكمال المشروع.