عندما تمر على سوق الخضار أو على أسوق مركزية مثل بندة أو أسواق التميمي في بداية شهر رمضان المبارك تكاد تجزم أن البلد على وشك الدخول في حصار اقتصادي عظيم يمنع مرور الماء والغذاء لها أو في معركة حربية تهدد بنسف كل الموارد الغذائية. لدرجة أن عربات الأغذية قد تحتاج شرطي مرور للتنظيم. لماذا حمّى الشراء هذه مع وجود جميع المواد الغذائية في بلد مستقر سياسيا واقتصاديا حتى عصفت بالأسعار عاليا؟ نحن في السعودية نصوم تقريبا 16 ساعة، أي لا يوجد إلا ثلث الوقت فقط للأكل والشرب فمن المنطق أن ينخفض استهلاك المواد الغذائية الثلثين وعليه كمية الشراء، ما يعني أن معظم ما يشترى من الأطعمة مصيره الفساد، ومن ثم إلى صناديق القمامة، أي إسراف وتبذير. إن إحصاءات الصحة تؤكد أن نسبة البدانة مرتفعة في الخليج خاصة عند النساء والأطفال، فشهر رمضان فرصة لإعادة التوازن إلى الجسم والتخلص من الدهون المتراكمة، وخاصة عند الإفطار بكوب من الماء الذي يطفئ الظمأ صحيا، بدلا من الشروبات العالية في السكر التي تضر الجسد، ولنجعل شعارنا «السنة رمضان» لصحة النفس و الجسد.