هذه هي المرة الرابعة التي أزور فيها تركيا واقضي فيها حوالي ثمانية أيام متنقلا بين اسطنبول وبورصة. وفي الحقيقة والواقع أن تركيا تتغير كل يوم فاسطنبول التي يعيش فيها اليوم حوالي ستة عشر مليونا نسمة تعج بالسواح العرب والأجانب وهي بشطريها الآسيوي والاوروبي أصبحت من أهم الوجهات السياحية في الشرق الاوسط خاصة بعد عزوف العرب عن قضاء عطلهم الصيفية في لبنان وسوريا ومصر والعراق بسبب الاضطرابات الأمنية بها. وتركيا بها اليوم أكثر من مليوني لاجئ سوري نصفهم يعيشون في اسطنبول ويمتهنون عدة مهن لعل اوضحها التسول بسبب الظروف الصعبة التي يعيشونها بعد اجبارهم على الرحيل من بلادهم. تركيا اليوم تتقدم بخطوات ثابتة إلى الأمام خاصة مع مجيء الحكم الإسلامي فيها بزعامة رجب طيب أوردغان فقد أثبت حزبه أن الأحزاب الإسلامية يمكن أن تنجح في الحكم اذا ما أبدت بعض الانفتاح وعدم التعصب والقبول بالرأي والرأي الآخر . في حي تقسيم التجاري باسطنبول تحس بقيمة الانفتاح الاقتصادي الذي تعيشه تركيا وبسرعة تنامي الاقتصاد وتنوعه وكثرة المصنوعات التركية التي أصبحت تنافس الصناعات الغربية في الجودة وخاصة المصنوعات الجلدية والانتيكات. كل شيء في اسطنبول ينطق بالسياحة .. مساجدها العثمانية التي تنتشر في جميع ارجائها وأهمها جامع السلطان احمد فقد كان من عادة كل خليفة عثماني بناء جامع كبير بجانب مقر حكمه كما ان سواحلها الجميلة واسواقها الشعبية وتراثها مقصد السواح والزائرين فقد كانت لقرون هي عاصمة الخلافة العثمانية ولو لم تتآمر عليها الدول الغربية وتسقطها بعد الحرب العالمية الاولى لاستطاعت أن تغزو أوروبا من الجنوب وان تنشر الإسلام فيها . أما بورصة فحدث ولا حرج فهي مقصد السواح والزوار لجمالها وحسن طقسها وطيبة اهلها وكثرة أسواقها ورخص اسعارها. هذه خواطر سريعة عن تركيا التي تريد أن يكون لها مكان تحت الشمس وان يكون لها دور متميز في الشرق الأوسط.