أيهما أفضل مسح تغريداتنا الخاطئة أم تركها والاكتفاء بتصحيحها بتغريدة أخرى والاعتذار للمستخدمين؟ هذا الموضوع يعد أحد أكثر الأمور إثارة للجدل على «تويتر السعودية» والذي تتداول عليه يومياً أعداد ضخمة من صور التغريدات الممسوحة والمتناقضة، وانتقادات المستخدمين وتبريراتهم لأسباب ذلك المسح والتناقض. أهم أسباب مسح التغريدات يتضمن: 1-الأخطاء الإملائية، 2-وضع رابط خاطئ، 3-التغريد بمعلومة اتضح أنها خاطئة، 4-ردود فعل غير متوقعة، 5-تغير الظروف مع الوقت بشكل ليس في صالح التغريدة أو التغريدات، 6-تغير فكر المغرد بشكل يتناقض مع تغريدته. في اعتقادي أن قاعدة مسح أي تغريدة ينبغي أن تكون الشفافية وتحري الدقة، وبالتالي فإن مسح التغريدة للأسباب الثلاثة الأولى يعتبر مقبولاً شريطة أن يتبعه توضيح وتصحيح أو اعتذار. علماً بأني قررت في إحدى المرات عدم مسح تغريدة أجزتها كانت تتضمن أخطاءً إملائية، مكتفياً بالاعتذار والتوضيح الذي وجد قبولاً من كثيرين واعتراضاً من البعض. أهم سبب لعدم مسحي للتغريدة كان احترامي لتفاعل المستخدمين الكبير على محتواها قبولاً ورفضاً، مع أن مسحها وإعادتها بعد تصحيحها كان يعتبر أمراً مقبولاً لا غبار عليه. من ناحية أخرى فإن مسح تغريدة بسبب اعتراض كثيرين عليها ليس أمراً محبذاً لأنه يعكس عدم قدرة المغرد على الدفاع عن فكرته، وهو أمرٌ يتم وصفه غالباً على تويتر بضعف الحجة والتردد. بالنسبة لمسح تغريدة قديمة لأن الظروف تغيرت بشكل ليس في صالح مضمونها فإنه أيضاً غير مقبول ويعتبره مستخدمو تويتر تلوناً وانتهازية، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً. السبب الأخير الذي لا ينصح بمسح التغريدة لأجله هو تغير فكر المغرد بشكلٍ يتناقض مع تغريدة سابقة له. حيث أنه لا عيب أن تتغير أفكارنا وقناعاتنا مع زيادة معرفتنا، بل العيب هو محاولة طمس تلك القناعات القديمة كلما جدَّ جديد عليها، أو تناقضها بشكل فج غير مبرر. إن من الأفضل دوماً في هذه الحالات الثلاثة السابقة عدم مسح التغريدة، والتحلي بالشفافية والشجاعة واستخدام أسلوب الإيضاح والإقناع والاعتذار بدلاً من الطمس والإنكار والمكابرة والتلون. خلاصة القول، إن هدفنا دوماً كمغردين ينبغي أن يكون الشفافية والدقة والمصداقية، وعلينا إدراك أن تغريدات تويتر لا تموت بضغط زر المسح (Delete)، بل تظل حية للأبد بوجود خاصية تصوير الشاشة (screen shot)، ومسح التغريدة سيزيد انتشارها، جاعلاً الخبر المتداول يصبح عن المسح وأسبابه بدلاً من التغريدة ومحتواها. لحسن الحظ أن المساحة على تويتر تتيح لنا دوماً التصحيح والإقناع والاعتذار، مع ملاحظة أنه يظل هناك دوماً وأبداً أشخاص لا همَّ لهم سوى تصيد أخطاء المغردين ولا يعنيهم إيضاح أو اعتذار، والحل مع هؤلاء هو ببساطة التجاهل.