كثف وزير الخارجية الأميركية جون كيري أمس (الثلثاء) مساعيه لتفنيد انتقادات للاتفاق النووي الإيراني وإقناع أعضاء الكونغرس بأن رفضه سيفتح لطهران الباب للحصول على سلاح بسرعة ويتيح لها مليارات الدولارات المجمدة بسبب العقوبات. وكان كيري الذي خاض مفاوضات مع الإيرانيين لسنوات محددا في رده على انتقادات من الكونغرس الأميركي مفادها أن بنود الاتفاق مؤقتة ولن تمنع إيران من امتلاك سلاح نووي على المدى البعيد. وقال الوزير للجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الأميركي «إيران وافقت وللأبد على التوقف عن إنتاج أو الحصول على يورانيوم عالي التخصيب أو بلوتونيوم يمكن تطويره للاستخدام لإنتاج أسلحة نووية». وأضاف «حين يتعلق الأمر بالتحقق والمراقبة فلا توجد أي نهاية في هذا الاتفاق. لا في عشر سنوات ولا في 15 سنة ولا في 20 سنة ولا في 25 سنة.. لا نهاية على الإطلاق. «إذا أحبطتم الاتفاق فإنكم لا تساعدون بهذه الطريقة على أن تصبح أميركا أكثر أمنا». وحضر كيري الجلسة أمام اللجنة برفقة وزير الخزانة جاك لو ووزير الطاقة إيرنست مونيز في محاولة لإقناع الأعضاء المتشككين في الكونجرس من أجل دعم الاتفاق. وأمام الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون حتى 17 سبتمبر/ أيلول لتأييد الاتفاق أو رفضه. وسيمنع رفض الاتفاق الرئيس باراك أوباما من رفع معظم العقوبات الأميركية المفروضة على طهران. وبموجب اتفاق 14 يوليو/ تموز وافقت القوى العالمية على رفع العقوبات عن طهران مقابل الحد من أنشطة برنامجها النووي لفترة طويلة. ويشتبه الغرب في أن البرنامج الإيراني يهدف إلى إنتاج قنبلة نووية لكن طهران تقول إنه سلمي. وخيم التوتر على جلسة الاستماع التي دامت لأربع ساعات. وصرخ بعض الأعضاء الجمهوريين في مجلس النواب في وجه كيري بعد أيام من اتهامه من قبل أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ بأنه «تعرض للخداع» أثناء المفاوضات. وكان واضحا أن صبر كيري نفد في بعض الأوقات. وقال إنه استمع لشكاوى عديدة محورها ما لا يحققه الاتفاق بينما لم يقدم المعترضون أي بديل. وقال «ما يفترض أن يحققه هذا الاتفاق هو منعهم من الحصول على سلاح نووي. الآن أريد أن أسمع من يقول لي كيف سيمنعهم من الحصول على سلاح نووي بدون هذا الاتفاق».