كثف وزير الخارجية الأميركية جون كيري اليوم (الثلثاء) مساعيه لتفنيد انتقادات وجهت للاتفاق النووي الإيراني وإقناع أعضاء الكونغرس بأن رفضه سيفتح لطهران الباب للحصول على سلاح بسرعة ويتيح لها بلايين الدولارات المجمدة بسبب العقوبات. وكان كيري الذي خاض مفاوضات مع الإيرانيين لسنوات محددا في رده على انتقادات من الكونغرس الأميركي مفادها أن بنود الاتفاق مؤقتة ولن تمنع إيران من امتلاك سلاح نووي على المدى البعيد. وقال الوزير للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي "إيران وافقت وللأبد على التوقف عن إنتاج أو الحصول على يورانيوم عالي التخصيب أو بلوتونيوم يمكن تطويره للاستخدام لإنتاج أسلحة نووية". وأضاف "حين يتعلق الأمر بالتحقق والمراقبة فلا توجد أي نهاية في هذا الاتفاق. لا في عشر سنوات ولا في 15 سنة ولا في 20 سنة ولا في 25 سنة.. لا نهاية على الإطلاق". متابعا "اذا أحبطتم الاتفاق فإنكم لا تساعدون بهذه الطريقة على أن تصبح أميركا أكثر أمنا". وحضر كيري الجلسة أمام اللجنة برفقة وزير الخزانة جاك لو ووزير الطاقة إيرنست مونيز في محاولة لإقناع الأعضاء المتشككين في الكونغرس من أجل دعم الاتفاق. وسيمنع رفض الاتفاق الرئيس باراك أوباما من رفع معظم العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران. وبموجب اتفاق 14 تموز (يوليو) وافقت القوى العالمية على رفع العقوبات عن طهران مقابل الحد من أنشطة برنامجها النووي لفترة طويلة. ويشتبه الغرب في أن البرنامج الإيراني يهدف الى إنتاج قنبلة نووية لكن طهران تقول إنه سلمي. وخيم التوتر على جلسة الاستماع التي دامت لأربع ساعات. وصرخ بعض الأعضاء الجمهوريين في مجلس النواب في وجه كيري بعد أيام من اتهامه من قبل أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ بأنه "تعرض للخداع" أثناء المفاوضات. كان واضحا أن صبر كيري نفد في بعض الأوقات. وقال إنه استمع لشكاوى عديدة محورها ما لا يحققه الاتفاق بينما لم يقدم المعترضون أي بديل. وقال "ما يفترض أن يحققه هذا الاتفاق هو منعهم من الحصول على سلاح نووي. الآن أريد أن أسمع من يقول لي كيف سيمنعهم من الحصول على سلاح نووي بدون هذا الاتفاق". وأكد كيري أن انسحاب الولايات المتحدة سيقودها للعزلة. وقال "إذا انسحبنا سننسحب بمفردنا. شركاؤنا لن يكونوا معنا. بل سينسحبون من العقوبات القاسية متعددة الأطراف التي دفعت إيران للجلوس الى طاولة التفاوض في المقام الأول". وتحدث أعضاء بمجلس النواب عن الصعوبات التي ستواجهها الإدارة لإقناع الكونغرس بالاتفاق. وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية الجمهوري إد رويس إن الاتفاق سيتيح لإيران "أموالا طائلة" بينما سيضعف قدرة واشنطن على الضغط على طهران. وقال النائب اليوت انجل وهو أكبر عضو ديمقراطي باللجنة إنه يرى عددا من المسائل المقلقة في الاتفاق. وعبر أعضاء جمهوريون وديمقراطيون عن قلقهم لاحتجاز أربعة أمريكيين في السجون الإيرانية. وقال كيري إنه يجري محادثات "مباشرة" مع طهران عن هؤلاء السجناء. ويساور آخرين القلق بشأن دعم إيران لمسلحين يقاتلون حلفاء للولايات المتحدة. وقال النائب براد شيرمان وهو من الحزب الديمقراطي "إنهم يدعمون حماس وحزب الله والحوثيين وهذه هي فقط التنظيمات التي تبدأ بحرف الحاء". ويقول كثير من الديمقراطيين إنهم لم يتخذوا حتى الآن قرارا بشأن التصويت حين يعود أعضاء الكونغرس في أيلول (سبتمبر) بعد عطلة مدتها خمسة أسابيع. وأشار كيري إلى أن ساندر ليفين أقدم عضو يهودي بمجلس النواب أصدر بيانا اليوم دعم فيه الاتفاق. وأدلى كيري ولو ومونيز بشهاداتهم في مجلس الشيوخ يوم الخميس ومن المقرر أن يتحدث وزير الدفاع اشتون كارتر أمام المشرعين في وقت لاحق هذا الأسبوع.