في أبحاث رائدة للتعرف على دور كل جين منفرد في نشوء الأمراض لدى الإنسان، نجح علماء أوروبيون في تطوير سلالات من الفئران تفتقد كل فأرة فيها إلى جين محدد واحد. وتتشارك الفئران في 90 في المائة من جيناتها مع الإنسان. وأسهم في مشروع «العيادة الأوروبية لأمراض الفئران» علماء من مختلف الدول الأوروبية درسوا دور 320 جينا لديها، سبق التعرف على دور نصف منها، فيما لا يزال دور النصف الآخر غير معروف. وخضعت كل سلالة فاقدة لأحد الجينات للاختبارات الطبية في العيادة الأوروبية. ونجحت الاختبارات التي زاد عددها على 150 اختبارا في كشف الدور الذي تلعبه الجينات المفقودة لدى أكثر من 80 في المائة من السلالات، وعلى سبيل المثال فإنه إذا أخفقت فأرة في اختبار السمع فإن ذلك يفترض أن الجين المفقود يلعب دورا مهما في تطور هذه الحاسة. وقال البروفسور مارتن هراب دي أنغليز، مدير معهد علوم الجينات التجريبي في مركز «هلموت زنتروم» الألماني في ميونيخ الذي أشرف على البحث الجديد والذي اخترع مبدأ إنشاء «عيادة طبية للفئران»، إن «نتائج أبحاثنا على الجينات المدروسة أصبحت الآن بحوزة جميع الباحثين حول العالم» للاستفادة منها في دراساتهم. وتمثل العيادة الطبية للفئران المشروع الأول من نوعه لوضع قاعدة للبيانات لكل وظائف الجينات لديها. وتشرف على العيادة منظمة «تركيبة وخصائص الفئران العالمية» التي تضم 20 مركزا حول العالم تهدف إلى كشف أسرار كل التركيبة الجينية البالغة 20 ألف جين لدى الفئران، بهدف التعرف على أمراض الإنسان أيضا.