أوضح رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» محمد الشريف أن السيول التي حصلت مساء أمس الأول في الرياض غير عادية، حيث فوجئت بها الجهات المعنية وبذلت مجهودا جبارا في فتح الطرق وإسعاف الناس، مضيفا «إذا ثبت أن ما حدث كان بسبب فساد في تنفيذ المشاريع، وقتها قد نفتح الملف ونكشف كل شيء في حينه والرفع بتقارير حول ذلك لاتخاذ ما يلزم حيالها». وأكد الشريف لـ«عكاظ» أن التشهير بالفساد ليس مخالفا للنظام، إذ أنه يكون بالجهة الحكومية أو الشركة وليس بأسماء الأشخاص، والذي قد يرفع التضرر، وقد لا يثبت الموضوع طالما هو في طور التهم. جاء ذلك في تصريح لـ«عكاظ» عقب افتتاح منتدى (أفضل الممارسات في حماية النزاهة ومكافحة الفساد في القطاع الخاص) صباح أمس بفندق الماريوت كورت يارد في الرياض بحضور عدد من المسؤولين وكبار رؤساء الشركات، مشددا على أن تقييم أداء «نزاهة» يكون من وسائل الإعلام ومن المواطنين والمقيمين حول هل أدت الهيئة دورها في الحد من الفساد أم لا. وذكر الشريف أن هيئة مكافحة الفساد عملت على الربط بينها وبين وزارة العدل بهدف التنسيق وتلبية ما تطلبه «نزاهة» منها من معلومات بحكم طبيعة عملها في مجال الأراضي وغيرها وهي من أكثر الجهات تعاونا معنا. وحول الكلمة التي ألقاها رئيس مجلس إدارة الغرف التجارية الصناعية بالرياض الدكتور عبدالرحمن الزامل والتي ذكر فيها أن هيئة مكافحة الفساد تهتم بالمشاريع الصغيرة أكثر من المشاريع العملاقة والتي هي من أكبر أسباب الفساد، رد الشريف «هذا رأي الدكتور ونحن نحترمه، ولكن الهيئة لم تغفل الأمور الصغيرة ولا الكبيرة وتهمنا مكافحة الفساد كله، ومهمتنا أن نقضي على الفساد من أصغر إلى أكبر فرد». وأضاف الشريف «تتطلع الهيئة إلى تعاون شركات ومؤسسات القطاع الخاص في الإبلاغ عمن يعرقلون أعمالهم من الموظفين الحكوميين بغية الحصول على منافع شخصية»، مشيرا إلى أن الهيئة أنشأت إدارة عامة تختص بتلقي البلاغات والتحقق من صحتها واتخاذ ما يلزم بشأنها مع مراعاة السرية التامة عند التعامل مع كل بلاغ، وهناك ست قنوات متاحة يمكن للمبلغ اختيار أسهلها وأقربها إليه. وقال الشريف «تعمل الهيئة على تطوير أدوات فنية متخصصة للتحري عن أوجه الفساد في العقود والمشاريع الحكومية واتخاذ الإجراءات النظامية في شأن أي عقد يتبين أنه ينطوي على فساد أو يجري تنفيذه مخالفا لأحكام النظام واللوائح. وكان رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية الدكتور عبدالرحمن الزامل قد انتقد تركيز «نزاهة» على المشاريع الصغيرة دون العملاقة حيث تراقب المشروعات الصغيرة في الباحة أو عرعر دون متابعة المشاريع الكبيرة مثل طريق الملك فهد، رغم أن المشاريع العملاقة هي التي يؤثر فسادها على الوطن والمواطن.