ليست سفينة "درب الخير" إلى اليمن، إلا جزءا أصيلا من عملية "إعادة الأمل"، المولودة أصلا من عملية "عاصفة الحزم". لولا هذه الأخيرة، ما كانت الثانية ولا الثالثة، ولولا مصلحة ومستقبل ومعيشة الشعب اليمني الشقيق، لأي عملية أن تنطلق بقيادة المملكة. إن الهدف الرئيس لكل العملية، وتوابعها وفروعها وروابطها، هو توفير الأمن والاستقرار لشعب عانى الكثير على أيدي عصابات غير شرعية، يتقدمها الحوثيون، كما أن الهدف أيضا، تمكين الشرعية اليمنية الممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي. إنها عملية متكاملة، لا تحاكي تطورات آنية متلاحقة، كما أنها لم تكن في حالة رد الفعل، بل هي عملية تلاحق استحقاقات في ظل متغيرات إقليمية ودولية لا تقف عند حد. لن تتوقف المساعدات السعودية لليمن. وإذا كانت هذه المساعدات لم تتوقف في فترات الهدوء السياسي على الساحة اليمنية، فكيف يمكن أن تتوقف، أو تتراجع في وقت يعاني فيه الشعب اليمني شرور الحوثيين وعصابات المخلوع علي عبدالله صالح، فضلا عن محاولة هذه الجهات الخائنة للشعب والوطن حتى منع المساعدات والمعونات الإغاثية للشعب الأعزل. غير أن التحالف العربي الذي لا يزال مستمرا في عمليته لإعادة الأمل للشعب اليمني، لن يسمح لهؤلاء ولا لمن يقف وراءهم من جهات أجنبية "بدعم كامل من إيران"، أن تنال من أي مساعدات يستحقها اليمنيون. فالذي يقبل ببيع وطنه وشعبه، لا تهمه حياة أو موت هذا الشعب، ولا تهمه مساعدات وصلت أم لم تصل إلى مستحقيها. سفينة "درب الخير" السفينة الأكبر ليس فقط ببدنها وما تحمله من الخير للشعب اليمني الكريم، بل أيضا لأنها منظومة متكاملة من المساعدات والدعم المعيشي والإغاثي بأشكاله كافة، وبمختلف الأدوات، كالجسور الإغاثية برا وبحرا وجوا. إنها في الواقع عملية إغاثية متكاملة، تتناسب مع الوقائع على الأرض، وهي قابلة دائما للتطوير وفق ما تفرضه الضرورة. إن سفينة "درب الخير"، بكل ملاحقها الحالية والمقبلة، جزء لا يتجزأ من الموقف السعودي العام، الذي تجلى في أكثر من موقف وكثير من الحالات. باختصار إنه موقف يضع مصلحة اليمنيين ومستقبلهم واستقرارهم وحياتهم المعيشية وأمنهم، محورا رئيسا للحراك الذي يجري في اليمن وفي المنطقة أيضا. ولأن الأمر بهذه الأهمية، ستمضي مخططات الخير إلى الأمام، لتسقط أمامها مخططات الشر والخيانة. في المساعدات كما في الدفاع عن اليمن، لا فرق عند المملكة ومعها البلدان المنضوية تحت لواء التحالف العربي، بين يمني وآخر. فالعملية برمتها قامت من أجل كل اليمنيين. والحفاظ على البلاد بصيغتها الوطنية هو الهدف الأكبر. ستبقى المساعدات وعمليات الإغاثة متواصلة إلى أن تتحقق كل الأهداف ليس العسكرية فحسب، بل المعيشية أيضا. والحفاظ على وطن يستحق أن يحفظ بما يكفل مستقبلا مشرقا لشعب تحمَّل ما تحمَّل من الصعاب والأزمات والويلات. لم يحدث في تاريخ السعودية أن تركت قضية في منتصف الطريق، كما أنه لم يحدث أنها حققت في قضية ما إنجازا نسبيا أو جزئيا. ولا بديل في استراتيجيتها عن إنجاز كامل تام غير منقوص، خصوصا عندما يتعلق الأمر بشعب شقيق جار. ويكفي دلالة أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، يشرف مباشرة على توفير المساعدات اللازمة للأشقاء اليمنيين، وأنه ماض بهذا الإشراف حتى النهاية. خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، أطلق "عاصفة الحزم" من أجل الأمل والخير، ومن أجل الحفاظ على اليمن وطنا عربيا خاليا من الخونة والعملاء، وحاضنا لكل من يرغب حقا في الإسهام في إعادة بناء هذا البلد العزيز.