يخشى إقليم كردستان من تحوله إلى ساحة للصراعات الإقليمية، في حال استمرار التصعيد الحالي بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، وسط تقارير عن تحليق طائرات دون طيار «درون» إيرانية في أجواء الإقليم، أمس. وقال فرحان جوهر، النائب في برلمان كردستان عن الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الإقليم مسعود بارزاني، لـ«الشرق الأوسط»: «الإقليم يخشى من تعثر عملية السلام في تركيا، كذلك نخشى من أن ينقل الطرفان صراعاتهما وتصفية حساباتهما إلى أراضينا، ونخشى أيضا من تحول أراضي الإقليم إلى ساحة للصراعات الإقليمية، ومن هذا المنطلق نحن نرى أنه من الضروري استمرار عملية السلام في تركيا وانتهاء هذه المعارك». وعن المحاولات الحالية من قبل الإقليم للتدخل من أجل إنهاء الصراع بين الجانبين، قال جوهر: «رئيس الإقليم مسعود بارزاني ورئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني يواصلان جهودهما من أجل إعادة الجانبين إلى طاولة الحوار، وسلك طريق الحوار من أجل حل المشكلات بطرق سلمية، وأتوقع أن تكثف الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل خلال الأيام القليلة المقبلة»، مضيفا أن القصف التركي «يؤثر على السكان المحليين لتلك المناطق، لأنها مناطق مأهولة بالسكان، وفي النهاية سيلحق بهم وبمعيشتهم الخسائر». من جانبه، قال عدنان مفتي القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي السابق جلال طالباني، لـ«الشرق الأوسط»: «خرق الهدنة بين حزب العمال الكردستاني وأنقرة يؤثر وبشكل كبير على عملية السلام في تركيا التي ينتظرها الكرد منذ سنين، وستكون لذلك نتيجة أخرى غير الدمار، هذه الحرب بين تركيا والعمال الكردستاني ستلحق الأضرار بجهود الإقليم والعراق والجهود الدولية من أجل محاربة تنظيم داعش الذي تمثل تهديدا للإنسانية جمعاء»، ولمح مفتي إلى أن التصعيد بين أنقرة والعمال الكردستاني سيكون له تأثير سلبي على الإقليم من الناحية الاقتصادية، وعلى حياة الناس أيضا. بدوره قال كرمانج عزت سليمان، قائمقام قضاء سوران التابع لمحافظة أربيل، لـ«الشرق الأوسط» إن «الأضرار التي لحقت بالمناطق التابعة لقضاء سوران المتمثلة بناحية سيدكان أطراف راوندوز ومنطقة بالاكايتي جراء القصف التركي كانت أضرارا مادية بلغت عشرات الملايين من الدولارات، ولم تكن هناك أي أضرار بشرية في المناطق التابعة لقضائنا، فيما شهدت هذه المناطق نزوحا مؤقتا لسكانها، لكنهم عادوا مرة أخرى إلى مناطقهم بعد توقف القصف، لكن إذا استمر القصف قد يضطرون للنزوح بشكل دائم إلى المناطق الآمنة». وفي السياق ذاته، قال الصحافي الكردي المقرب من حزب العمال الكردستاني، دياري محمد، لـ«الشرق الأوسط»: «حلقت طائرات (درون) إيرانية أمس ولأول مرة في سماء المناطق التي توجد فيها قوات حماية الشعب، الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني في المناطق الحدودية لإقليم كردستان، فيما حلقت الطائرات التركية المعروفة لدى مقاتلي العمال الكردستاني بطائرات التجسس في سماء المنطقة دون تنفيذ أي غارات جوية»، مشيرا إلى أن المئات من مواطني الإقليم بدأوا بالسير نحو جبال قنديل أمس تضامنا مع مقاتلي الحزب.