أكدت الحكومة السودانية عدم حاجتها لأي تمويل إيراني لمشاريع التنمية في البلاد، مشيرة إلى أنها بصدد تصفية كل المشاريع المشتركة بين البلدين. وقال وزير البنى التحتية بولاية الخرطوم أحمد قاسم، إن إيران أوقفت تنفيذ مشاريع تنموية كبرى في السودان، تتمثل في وقف العمل بجسر "بحري – توتي"، ومشروع محطة مياه أبو سعد بمدينة أم درمان. وأضاف الوزير في تصريحات صحفية أن نائب الرئيس الإيراني إبان زيارته السودان عام 2012، وافق على تمويل تلك الأعمال، وزار تلك المشاريع، مضيفا أن إحدى الشركات الإيرانية باشرت العمل في المشروعين، وفجأة توقف العمل بسبب عدم إكمال ضخ الأموال من الجانب الإيراني. وأشار إلى أن الحكومة السودانية، ممثلة في ولاية الخرطوم، حررت شهادة إنهاء العقد مع المقاول الإيراني، وبدأت في البحث عن تمويل من طرف آخر، مبينا أن توجيهات صدرت من جهات سيادية عليا بالاعتماد على التمويل الداخلي من رؤوس أموال وطنية. وكانت العلاقات بين البلدين شهدت تراجعا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة، لا سيما بعد قرار الرئيس السوداني عمر البشير، مشاركة بلاده في تحالف عاصفة الحزم الذي يهدف إلى دعم الشرعية في اليمن، ومحاربة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. كما اتخذت الحكومة السودانية أواسط العام الماضي قرارا بطرد الملحق الثقافي الإيراني، وإغلاق كل مكاتب ملحقيته في العاصمة الخرطوم وكل ولايات البلاد، بعد ثبوت انخراطها في أنشطة تروج للمذهب الشيعي، وهو ما يتعارض مع مهماتها المصرح لها بممارستها، ويهدد بإحداث فتنة تهدد الأمن الفكري للبلاد، حسب وصف مسؤولين حكوميين. ورغم محاولات الحكومة الإيرانية الضغط على الخرطوم لإلغاء القرار وإعادة افتتاح تلك المكاتب، إلا أن الحكومة السودانية تمسكت بقرارها ورفضت التراجع عنه، مشيرة إلى أنه نهائي.