يقيم كبار فناني «الجاز» اعتباراً من يوم غد (الاثنين) وعلى مدى ثلاثة أسابيع، حفلات ضمن مهرجان «مرسياك» الذي يشكل ملتقى رئيساً لهذا النوع الموسيقى في أوروبا، مع توقع حضور ما يقارب 250 ألف شخص إلى المدينة الفرنسية. وتتضمن الدورة الـ 38 من المهرجان للمرة الأولى الضيف الرئيس في برنامج هذه السنة عازف «الساكسوفون» الأميركي ارتشي شيب (78 سنة). ويضم المهرجان قائمة طويلة من الفنانين الكبار المشاركين أمثال جوشوا ريدمان وتشيك كوريا وتشوتشو فالديس وماركوس ميللر وجايسن موران وكيني، إضافة إلى العازف السابق مع مايلز ديفيس وليزا سيمون ابنة نينا سيمون غاريت. ويضاف إليهم الفنانان البرازيليان الشهيران غيلبرتو غيلو و غايتانو فيلوسو، وفنانون ماليون مثل سالف كيتا وسفرائه. ويغطي المهرجان الأذواق والحقبات كافة مع سهرتي «نيو اورلينز»، تحت إشراف عراب المهرجان عازف البوق وينتون مارساليس. وقال رئيس بلدية مرسياك وأحد مؤسسي المهرجان ورئيسه الحالي جان لوي غيومون إن «كل الأسماء اللامعة في مجال الجاز أتت إلى هنا ولا تزال هنا». وتحولت البلدة البالغ عدد سكانها 1350 نسمة وإمكان الوصول إليه عبر طرقات ضيقة، منذ العام 1976 إلى عاصمة للجاز. وباشرت الجمعية المحلية «مركز الشباب والتربية الشعبية» في العام 1976 التحضيرات إلى مهرجان للجاز يستمر يوماً واحداً، مع حفلة واحدة تتمحور على جاز نيواورلينز. ونظم المهرجان في بداياته على حلبات مرسياك التي كانت تجرى سباقات الأبقار فيها، ولا يزال تقليد هذه السباقات متواصلاً إلى اليوم خلال المهرجان. وانتقل المهرجان أخيراً إلى مصنع للأثاث، ومن ثم إلى ملعب للرغبي اعتباراً من دورته الخامسة. وعدلت أيام المهرجان من يوم واحد إلى أسبوع كامل وصولاً لثلاثة أسابيع، راهناً من 27 تموز (يوليو) الجاري إلى 16 آب (أغسطس) المقبل. ودعم وينتون مارساليس، غيومون الاتي من أوساط التعليم، في سلسلة من المشاريع التربوية الهادفة إلى ترسيخ هذه الموسيقى الأميركية، طوال السنة في البلدة. ويقام خلال المهرجان مسرح في ملعب الرغبي يتسع إلى 6 آلاف و500 شخص، وحفلات أخرى في قاعة «لاسترادا» التي تتسع لـ 500 مقعد والتي افتتحت العام 2011. ويترافق ذلك مع نشاطات للشباب والأطفال فضلاً عن عرض أفلام سينمائية وندوات. وقالت مديرة هيئة السياحة ناتالي باروييه إنه «بمناسبة المهرجان حجزت كل أماكن السكن التجاري المتوافرة في قطر 30 كيلومتراً»، مشيرة إلى أن «تدير الهيئة المسكن على نحو مميز للأفراد»، ما يلقى استحساناً في صفوف الزوار. وذكرت إحصاءات المكتب أن مئات الأسرة المتوفرة لا تسمح باستيعاب الطلب بالكامل خلال المهرجان الذي يستقطب آلاف محبي الجاز، من بينهم أربعة في المئة من الأجانب فقط. وأكد غيومون وصفة هذا النجاح أن «الشغف أولاً الذي يتملك القيمين على المشروع منذ بداياته».