مثلما أعلن الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني حسن نصر الله أن تحرير فلسطين يمر عبر تحرير القلمون، ها هو رئيس ما يسمى «منظمة تعبئة المستضعفين» التابعة للحرس الثوري الإيراني العميد محمد رضا نقدي يدعو جنوده لأن يكونوا جاهزين للتحرك نحو الهدف الأكبر لإقامة الصلاة التاريخية المزعومة بإمامة الخامنئي في المسجد الأقصى. العميد نقدي كان يتحدث عما أسماه الانتصارات الباهرة التي تحققها القوى العراقية «الطائفية» بمشاركة ما يسمى «الحشد الشعبي» بدعم من إيران في مختلف مناطق العراق، حيث المذابح ضد أهل البلاد. وأشار نقدي إلى ما أسماه مؤامرات الاستكبار برئاسة أمريكا والكيان الصهيوني، بينما تعقد بلاده الاتفاق النووي مع ما تسميه إيران «الشيطان الأكبر»، مدعيا أن أقدام الشباب الإيراني والعراقي والسوري ستصل إلى حدود فلسطين المحتلة، وذلك بعد تطهير الأرض من بيادق الكيان الصهيوني التكفيريين ــ حسب وصفه، وادعى نقدي أن العالم سيشهد الانتصارات اللامعة الزاخرة بالمفاخر في العراق وسورية. تكرار الأسطوانة المشروخة عن تحرير الأقصى والقدس وفلسطين التي طالما رددها القادة الإيرانيون وأتباعهم في «حزب الله» لم تغير من الواقع شيئا، بل هي للمتاجرة بالقضية الفلسطينية، والأيام شهدت في السابق على ذلك، فغزة تعرضت لثلاث حروب إبادة خلال السنوات الست السابقة ولم تطلق إيران أو «حزب الله» صاروخا واحدا على حيفا وشمال فلسطين المحتلة ــ كما كانت تدعي.