أصبحت اللعبة مكشوفة ومفضوحة فمنذ ما قبل المحاولة الانقلابية والجماعة إياها تلعب بهذه الورقة. تحديداً منذ مطلع الألفية الجديدة إلى اليوم وهذه الجماعة تلجأ إلى هذا الاسلوب في كل شاردة وواردة. بدؤوا بالاسكان وبالوظائف والتوظيف ثم انتقلوا بلعبة الابتزاز إلى المناصب الوزارية والمهمة حتى دانت لهم الكثير من المناصب في الكثير من الوزارات والمؤسسات والهيئات و.. و.. الخ. وعندما باغتنا انقلابهم فوجئنا بما حدث في تلك الوزارات والمؤسسات والهيئات من اضرابات واعتصامات انتهت بسلسلة احتلالات وسيطرة عليها. ولأن هناك دكاكين حقوقية منتشرة كالفطر في كل مكان ولأنها تتلقى هذه المزايدات فتزايد عليها وتضغط بها على حكومتنا في الداخل وفي المحافل الخارجية، ولأن اللعبة المدبرة نجحت فالربع استحلوها وضاعفوا منها بحيث اصبح الابتزاز موجوداً في كل زاوية وطريق حتى وهو يشتري من البرادة يشتكي مظلومية العامل له لأنه من الطائفة المظلومة، اجل هكذا لانهم استثمروا الابتزاز استثماراً مهولاً وبشكل شبه يومي. وعادة ما يلجأ المبتز أو الذي يلعب لعبة الابتزاز إلى اختبار من يبتزه بشيء بسيط فإذا ما وجد استجابة له انهمرت ابتزازاته كالسيل الجارف، وهو ما مارسته الجماعة المذكورة او المشار إليها هنا.. فمن تابع أسلوبها هذا سيلاحظ انها لم تتوقف يوماً واحداً طوال عقدٍ ونصف العقد من اللعب بهذا الاسلوب الابتزازي الذي لا يحتاج إلى عبقرية أو ذكاء أو حتى دهاء. فتكفي البكائيات المتحشرجة والصراخ المشروخ من فوق المنابر وعلى شبكات التواصل لتبلغ حملة الابتزاز ذروتها فيبدأ لي الذراع وحتى تجاوز الانظمة والقوانين يتم فيه الاستثناء لان فلان مظلوم وفلان وقع ضحية التمييز!!. ولان المظلومية والصراخ بها غدت نهجاً معتمداً عند الجماعة فإن استخدامها اصبح سهلاً وميسوراً وفاعلاً في كل مناسبة وبدون مناسبة وحتى بدون اللجوء إلى المؤسسات في دولة المؤسسات، فيكفي التحشيد ليوم المظلومية والتمييز وتكفي التعبئة ويكفي الهاشتاغ لتبدأ برامج ولطميات الفضائيات الجاهزة والمستعدة تماماً للردح خارجياً على الموضوع حتى يتحقق المراد بالابتزاز. ومثلما أن الابتزاز سهل فان وضع حدٍ له سيبدو أسهل منه لاسيما حين نكتشف المسألة وانها لا تعدو من ورقة ضغط للي الذراع الذي لا يقبل به طرف ناهيك إذا ما كان عن طريق الابتزاز الماكر للضحك على الذقون. إذن الموقف الحازم أمام الابتزاز هو الموقف المطلوب بعد ان بلغ الابتزاز منتهاه وتجاوز حدود المقبول والمعقول وجاء بنتائج عكسية على شعور المواطنين الذين وجدوا فيه لعبة مفضوحة لابد من ايقافها عند حدودها، ولابد من انهائها لتنتهي اللعبة ويكفّ اللاعبون والمتلاعبون بها لإثارة البلبلة في المجتمع ولتشويه سمعة البلد في الخارج.. فلم تتعرض حكومة للابتزاز تحت يافطات المظلومية والتمييز كما تعرضت حكومتنا في السنوات الأخيرة بما يفرض عليها أن تقول خلاص اللعبة انتهت!!. فلم تعد البحرين ولم يعد شعب البحرين يحتمل ان يزجوا به كل يوم في دوامة ابتزاز جديدة تخترع كل ساعة من ساعات النهار أو الليل مسلسل ابتزاز قبيح يختطفون به ما اعتبروه غنيمة اللعبة الماسخة التي آن الأوان لتنتهي بلا رجعة ولن ينهيها سوى الموقف الحازم منها وممن يلعبها بلا هوادة.