الكلمة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله مطلع هذا الأسبوع للأمتين العربية والإسلامية من مهبط الوحي ومهد الرسالة المحمدية دعا فيها قادة وعلماء الأمة الإسلامية لأداء واجبهم تجاه الحق جل جلاله، وأن يقفوا في وجه من يحاولون اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف، والكراهية، والإرهاب، وأن يقولوا كلمة الحق، وأن لا يخشوا في الحق لومة لائم، فأمتنا تمر اليوم بمرحلة تاريخية حرجة، وسيكون التاريخ شاهداً على من كانوا الأداة التي استغلها الأعداء لتفريق وتمزيق الأمة، وتشويه صورة الإسلام النقية. تلك الدعوة التي صدحت بالحق وما جاء في ثنايا الكلمة من تفصيل واستشهاد جسد حال الأمة وماهي عليه الآن وما يتطلب أن تعمله لتعيد ماضيها ومجدها الذي اعتدى عليه أبناؤها قبل أن يعتدي عليه أعداؤها، الرسالة التي جاءت بها كلمته حفظه الله وإن كانت موجهة لأبناء الأمة الإسلامية عامةً فإن مجتمعنا جزء من الأمة ومعني بما يجب عليه ونحن معنيون بفحوى الرساله ومطالبون بالوقوف في وجه من يحاول اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم بأنه دين تطرف وكراهية وإرهاب، ونبذ وإيقاف كل ما يمكن أن يؤدي إلى هذه النتيجة بل إن منع الدواعي ونثر البذور هو ما يتطلب الاجتهاد فيه والتوجيه له بكل الإمكانات والوسائل. ونعلم جميعاً أن القرآن الكريم دستور الأمة جاء فيه قول الله سبحانه وتعالى ان الفتنة أشد من القتل، ذلك لأن أثر الفتنة متعدّ وشامل ومبتدأ فساد. فإذا أخذنا كلمة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله منهج عمل يستلزم بداية فعلية لتطبيق التوجيه على مختلف الأصعدة التنفيذية يجب علينا تحليل الواقع وتشخيص المؤثرات ومن ثم معالجتها، وإذا كان الهجوم هو أقوى وسائل الدفاع فنحن في الوقت نفسه نجند الطاقات والإمكانات بهجوم معاكس أكثر فاعلية وتأثيراً لنضمن سلامة النتيجة وعنصر النجاح وبهذا نكون جنبنا مجتمعنا مخاطر الانزلاق وزودناه بحصن منيع، وقوة ضاربة لكل اعتداء، عندها سنعيد مجد أمتنا بقدراتنا وسواعدنا وليس بقدرات وسواعد الآخرين لأنهم حتماً لن يكونوا صادقين معنا ولأجلنا. حفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه كما نسأله أن يحفظ لنا قيادتنا الرشيدة وشبابنا الذي نعول عليه نصر أمتنا وازدهارها والله الموفق.