×
محافظة المنطقة الشرقية

برنامج أمني لمكافحة تزوير الوثائق الثبوتية

صورة الخبر

بقلم : د. أمين ساعاتي مكتب الاقتصادية وصلني كثير من الانتقادات من بعض المبتعثين والمبتعثات عن المعاملات الحادة التي تتعامل بها الملحقيات الثقافية مع المبتعثين والمبتعثات، ويقول بعض الشاكين إن الملحقيات كثيرا ما تكون عامل تخويف لا عامل دعم ومساندة. والواقع أن دور الملحقيات تربوي ومهم للطلاب من الجنسين، لأن الملحقيات لا تقوم بوظيفة الإشراف على الأداء الدراسي فحسب، ولكن تقوم بدور تربوي وتوجيهي مهم في بلاد الغربة، وهو ما يحتاج إليه المبتعث أكثر من المتابعة التعليمية والتنسيق مع الجامعات. وبهذه المناسبة زرت البوابة الإلكترونية للملحقية التعليمية الثقافية في الولايات المتحدة وقرأت في صدر البوابة ما يلي: تسعى الملحقية الثقافية السعودية في أمريكا لتقديم أفضل الخدمات لأبنائنا الطلاب، كما تسعى لتحقيق أهداف بلادنا العزيزة في مجال التقدم والتنمية, وفي هذا المجال تبذل الملحقية جهودها لتقديم أفضل الفرص التعليمية للطلاب في أرقى المؤسسات التعليمية آخذين في الاعتبار الحرص على دعم طلابنا أكاديميا وماليا، ما يجعلهم قادرين على تحقيق الأهداف الأكاديمية المرجوة منهم. كما أن من أهداف الملحقية الاهتمام بجمع ونشر المعلومات التي تعبر عن الثقافة السعودية والتقاليد والتراث، وذلك من خلال المشاركة الفعالة في المجالات الأكاديمية والثقافية والأنشطة الاجتماعية المحلية. وأحسب أن هذه الأهداف هي نفسها التي تنشرها بقية الملحقيات، لأنها مستمدة من السياسة التعليمية التي تعتمدها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في كل مؤسساتها التعليمية المنتشرة بالخارج وحتى في الداخل. إذن الملحقيات الثقافية بمنزلة المرجع التربوي والأبوي لكل طالب مبتعث، بل في أحايين كثيرة يجد المبتعث نفسه أمام مشكلة كأداء يحار في حلها ولا يجد الملجأ إلا في الملحقية الثقافية، فهي الأسرة، وهي المشرف، وهي الموجه، وهي المربي، وهي الجهة التي نرتمي في حضنها عند الأزمات والزنقات. أما أن تكون الملحقيات بمنزلة الجهة التي تطبق قانون العقوبات فقط، فهذا جزء من الدور، ولكن المهم هو الدور التربوي والتوجيهي والأبوي. وأحسب أن وزير التعليم الدكتور عزام بن محمد الدخيل كان مبتعثا وهو يحس بنبض كل كلمة من الكلمات التي أكتبها في هذا المقال، وأنا مثله كنت واحدا من المبتعثين، بل كنت نائبا لرئيس صندوق الطلبة السعوديين في أمريكا، وكنا قريبين من مشكلات المبتعثين والمبتعثات، وكنا نشارك في حلها بالأسلوب التربوي الذي أطالب الملحقيات بأن تحل به مشكلات الطلاب الآن. بمعنى أن مشكلات المبتعث كانت جزءا من حياتنا، كنا ندرس المشكلات ونحللها ثم نحلها بأسلوب تربوي بناء لا تقريع فيه ولا قسوة. لقد وصلتني عدة شكاوى من أكثر من صديق عن سلسلة من المشكلات التي تثيرها الملحقيات في وجه أبنائهم الطلاب أو الطالبات، بل كثيرا ما تلوح بعض الملحقيات بالعقوبات إذا لم ..، وإذا لو .. أكثر من هذا لاحظنا أن بعض الملحقيات تضع مصير الطلاب في أيدي مشرفين غير سعوديين ومن جنسيات لديها موقف سلبي تجاه الطالب السعودي الذي وفرت له حكومته الرشيدة هذه البعثة، ووفرت له كل التسهيلات من أجل أن يتفرغ للدراسة وينعم بالحياة العلمية، ثم ينجح ويعود إلى أرض الوطن وفي صدره وسام الاجتياز والتفوق. وأحسب أن وزراء التعليم العالي في الحقبة القليلة الماضية كانوا حريصين على حل مشكلات المبتعثين بالطرق الودية والأبوية، وأنا وقفت شخصيا على مواقف جد نبيلة لحسن آل الشيخ رحمه الله، كذلك اطلعت على مواقف مشرفة للدكتور خالد العنقري تجاه بعض مشكلات المبتعثين. ولكن بعد حقبة هذا الرعيل الرائع بدأت الأمور تتجه نحو تطبيق سياسة التعنيف الغليظة، ومن السنن الحميدة التي نذكرها لوزارة التعليم العالي أنها كانت تهتم بعقد مؤتمرات للطلاب السعوديين في العالم، ويعتبر المؤتمر الثامن للطلبة السعوديين المبتعثين إلى المملكة المتحدة- الذي عقد في العام الماضي- من أنجح المؤتمرات، ولكن ما نطلبه من الدكتور عزام الدخيل وزير التعليم أن يدعو إلى مؤتمر يضم كل رؤساء البعثات الثقافية والتعليمية في العالم، ويبث فيهم ما يجب اتخاذه حيال المشكلات الكبيرة والصغيرة التي يتعرض لها المبتعث أو المبتعثة، ولاسيما أن الطالب السعودي أصبح مستهدفا من كثير من الجهات، وأن المخاطر التي تحاط بأبنائنا المبتعثين بدأت تتزايد وتتنوع بشكل يقلقنا ما يستلزم مزيدا من الاقتراب إلى المبتعثين والعمل بكفاءة على حل جميع المشكلات التي يتعرض لها المبتعث أو المبتعثة. وأقترح أن يكون رؤساء الملحقيات من التربويين الذين لديهم شهادات في التربية، إضافة إلى المؤهل الأكاديمي الذي يساعد على تحسين وتقنين الأداء التربوي للملحق الثقافي. كذلك أقترح على الدكتور عزام بن محمد الدخيل أن يعقد اجتماعا مع رؤساء البعثات الثقافية والتعليمية ويوجههم بما يجب اتخاذه من إجراءات لتوفير المناخ المناسب أمام الطلاب والطالبات في ضوء السياسة التعليمية التي أقرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين التي تحث المسؤولين على مساعدة الطالب والمبتعث على التفرغ للدراسة والنهل من التعليم ما يمكنه من تحقيق التفوق المعرفي.