×
محافظة المنطقة الشرقية

48 ساعة تفصل هزازي عن تحديد مستقبله

صورة الخبر

«تعلمنا أن نحكي القصص للصغار، ولم نتعود الاستماع إلى القصص التي يروونها لنا» عبارة بدأ بها أحد الكتّاب مقالة له في صحيفة أدبية. وربما تذكر أحدنا تلك البدايات الطفولية وهو يثرثر ويقص حكايات من صنع خياله، وفي هذه الحالة إما أن يطلب منه التوقف عن الكلام و«عوار الراس» أو الاستماع إلى قصة واحدة من تأليفه على عجل وتركه بلا مضيعة للوقت. الكلام الزائد واختراع الحكايات لدى الأطفال وتحولهم إلى راوة، يرى فيها الكاتب المزيد من القدرة على الاستمرار في ممارسة موهبة مهمة كالتأليف الأدبي، حيث قصص ومخيلات أطفال صغار من سن الثانية إلى الرابعة يتناولها بالتحليل اللغوي النفسي، وعلى رأيه فإن أطفالنا في هذه المرحلة بحاجة إلى «من له قدرة على التحمل». المقالة تتناول عدداً من التجارب العملية التي يخضع لها أطفال صغار في سن الحضانة والرياض لايمكنهم التمييز بين الخيال والواقع، ومن خلال «ثرثراتهم» يضع الكاتب يديه على تلك الإرهاصات التي ربما كانت تمثل الشرارة الأولى لصناعة المؤلف. وعلى سبيل المثال يقول الكاتب إن استخدام طفل في الثانية مثلا لضمير المتكلم ولعب دور البطل في قصص متخيلة عن نفسه قبل امتلاك القدرة على اختراع القصة التي سيحكيها بعد ستة أشهر بضمير الغائب، يشير إلى تطور لغوي ذهني مهم. والمقالة على الرغم من أنها قديمة تعود إلى سبعينيات القرن الماضي وماتزال تقرأ على صفحات المجلة، إلا أنها تجد صداها في زمن مثل زماننا هذا، ولو سألت أحدهم: هل تفضل أن يستمع طفلك إلى القصص التي ترويها له أو أن تستمع أنت إلى القصص التي يرويها لفضل الكثيرون القصص التي يختارونها ويسردونها هم لأطفالهم بسبب «البارظ» وكيف يبدو أمامك وأمام الآخرين طفل يسرد تفاصيل مطولة، مملة وغير منطقية من تجربته الشخصية وأنت لا تجد فيها متعة أو حتى تستطيع أن تفهمها على أنها أكثر من اختراع من عقله! الكاتب يبرهن على أن قصص الحيوانات والمغامرات والخيال التي يحشر الصغار أنفسهم في تفاصيلها ما هي إلا نوع من القصص التي تحتوي على الكثير من المعنى إلى جانب الصياغة اللغوية التي تتطور باستمرار وتشكل اللبنة الأولى لبناء الشخصية الإبداعية.