×
محافظة المنطقة الشرقية

كشكول رسائل ومشاركات القراء

صورة الخبر

تُعرف البرتغال بأنها أرض المناظر الطبيعية والخلابة ، وأهم ما يميزها هو امتلاكها لمقومات سياحية عديدة، فهي تتسم بالسحر الذي يجذب السائح الباحث عن الترفيه والاسترخاء، وتعتبر منطقة وادي دورو من أكثر المناطق جذبا للسياح في البرتغال، حيث يوجد بها العديد من الميادين والكاتدرائيات والمعالم التاريخية والمقاهي والمحال بالإضافة إلى العمارة المعاصرة، وتبعد العاصمة لشبونة قليلاً من المكان، وهي المدينة المقامة على سبعة تلال ما يسمح للسائح برؤية مشاهد رائعة من المناطق المرتفعة المحيطة بها. كتب الروائي البرتغالي أكويلينو ريبيرو، وهو أحد الروائيين البرتغاليين المعروفين في القرن العشرين، عن وادي دورو قائلاً إنه من الأماكن التي لا تضاهى وإنه من الناحية البيئية يعتبر من عجائب الإنسان لا الطبيعة، وفي ذلك بعض الحقيقة حيث إن كل ما هناك في دورو يتغنى بقوة وانتصار سكان هذا الوادي الذين اختطوا أرضه بالصخور في شمس الصيف القاسية، ولتميزهم في فنون زراعة الكروم، وأناقة وكرم الضيافة الأصيلة الذي يتمتعون به. في الطريق إلى وادي دورو تبدأ منطقة الأعناب البرتغالية المتخفية بالظهور شيئاً فشيئاً، حيث تتحول ألوان الأعناب الساحرة التي تملأ جنبات الوادي من الأخضر إلى الأحمر مع تقدم الفصول من الصيف إلى الخريف، وفي الطريق إلى الوادي تظهر بلدة بينهاو التي تتميز ببساتين سانديمان للكروم الشهيرة عالميا من فوق أحد التلال المطلة على واجهة الوادي. خيارات متعددة للسياح في رحلة الذهاب إلى وادي دورو يجد السياح أنفسهم أمام خيارات متعددة من بينها السيارات في حال رغبتهم بالتمتع بالطرق البرية ونسمات الرياح، أو القيام برحلة نهرية مروراً بالمزارع وبساتين الكروم حيث يوجد ميناء بورتو الشهير عالمياً، وتعد تلك من أفضل الطرق للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الفريدة في منطقة الوادي. وكما هو الحال في كثير من بلدان العالم ذات الأجواء المشمسة، يقضي سكان وادي دورو المحليون وقتهم وهم يستمتعون بأشعة الشمس الدافئة عند حلول الصيف الذي يستمر لمدة ثلاثة أشهر من يونيو/ حزيران وإلى أغسطس/ آب، وهذه أيضاً عملت على دعم الوادي بميزة أخرى هي السياحة الصيفية التي تجتذب الزوار من مختلف أنحاء العالم. يمكن كذلك الوصول إلى الوادي الساحر عبر رحلة على متن القطار الذي يتجه من بورتو إلى بينهاو، والذي يمر عبر منحنيات تقع بالقرب من النهر وتنحدر في اتجاه الوادي، والملفت للنظر هو الكثافة السكانية العالية على ضفاف النهر، كما توجد العديد من المصانع الصغيرة والمجمعات الصناعية القديمة. تبدأ الرحلة من محطة قطارات ساو بينتو الرائعة التي أنشئت في مطلع القرن العشرين الماضي، والتي تصور لك قطعها الزخرفية الممزوجة باللونين الأزرق والأبيض التاريخ الرائع لدولة البرتغال، وعند النزول في محطة بينهاو التي يرجع تاريخها للقرن التاسع عشر الميلادي تجد عليها صوراً تمثل المشاهد والمناظر الطبيعية لمنطقة وادي دورو ذات الطبيعة الخلابة والغنية بالأشجار. في العام 1756 قام الماركيز دي بومبال بإعادة بناء لشبونة بعد الزلزال الكبير الذي ضربها في العام الذي سبقه، ووضع حدوداً لمنطقة الكروم بعلامات حجرية التي ما زال الكثير منها قائماً اليوم وهي تطفو عالية فوق المياه الخضراء لوادي دورو. كما عمل الماركيز أيضاً على صياغة قواعد الإنتاج وحظر غرس الأشجار الأكبر حجماً داخل المنطقة الزراعية لتجنب النزعة لإضافة عصير الأعناب المعتقة للجديدة حتى يكسبها اللون الغني. وفي العام 2001، تم إعلان هذه المساحة البالغة 250,000 هكتار موقعا للتراث العالمي الإنساني من قبل منظمة اليونسكو، اعترافاً ب المشهد الطبيعي والثقافي الحي والمتطوّر، وهو التوصيف الثاني من نوعه لمنطقة وادي دورو ففي العام 1998 تم تعيين مجمع حديقة ذا فالي دو كوا التي تحتوي رسوماً تعود إلى العصر الحجري، ضمن المناطق الأثرية لمنظمة اليونسكو. مركز سايمينغتون يأتي الزوار من مختلف بقاع العالم إلى مركز سايمينغتون ليستمتعوا بالمنظر من أعلى التل، ولا عجب كونك سترى أجمل المناطق العالمية وأكثرها تميزاً في تنظيم زراعة الكروم، حيث إن دورو هي البقعة الأغنى في ذلك القطاع، ويعطي المركز لزواره نظرة شاملة حول الحياة في مزارع الكروم، وبطبيعة الحال توجد العديد من المسارات المتجهة إلى الوادي، كما توجد به أكثر من 53 نوعاً مختلفة من الأعناب. كوينتا دو كراستو يقع هذا الفندق على منحدر في ضفة النهر قرب نوسا سنهورا دو كارمو، ويبلغ عمر البناء أكثر من أربعمئة عام، ويقع في أحد أكثر الأماكن سحراً في وادي دورو، ويشتمل مبنى الفندق على بركة سباحة مفتوحة في الهواء الطلق إنفينيتي، يتناقض لون مياهه الزرقاء الفيروزية النقية مع الخضرة الغامقة لمياه النهر. هناك خمس غرف للنوم موزعة في أرجاء الحيازة، وجميعها مفروشة ومجهزة بديكور وأثاثات أنيقة وبسيطة، مع الأسرة المنفصلة والدواليب والأدراج الخشبية، وستنضم إليها بعض الغرف الأخرى التي يجري العمل عليها حالياً. كوينتا دو فالادو قام جواو ريبيرو ألفاريز، وهو الرئيس التنفيذي للشركة المالكة لفندق كوينتا دو فالادو، وسليل دونا أنطونيا أديلايد فيريرا المشهورة، بافتتاح خمس غرف في مبنى كوينتا القديمة منذ عدة سنوات، قبل أن يطلق الفندق الأبيض الأنيق في مكان مجاور في العام 2012، في مكان لا يبعد عن حديقة فالي دي كوا الأثرية، ويزوره ما لا يقل عن 10 آلاف سائح سنوياً. فندق كوينتا نوفا دي نوسا سنهورا دو كارمو يقع هذا الفندق في قمة مرتفعة تصل بين مدرجات أشجار الكروم مع إطلالة أخاذة على النهر، وتم افتتاحه في عام 2005، حيث يأتيه الضيوف من جميع الأنحاء لتجربة المشي على مختلف المسارات في بساتين الكروم ضمن مساحة أراضي الفندق التي تبلغ 85 هكتاراً مربعاً، والاستمتاع ببركة السباحة مع المناظر الخلابة المحيطة بها. اشترى أمريكو أموريم الذي يعتبر حالياً من أغنى رجال البرتغال هذا الفندق الذي يرجع تاريخ بنائه للقرن الثامن عشر في العام 1999 وعمل على ترميمه وتجديده لاستيعاب 11 غرفة نوم. يتميز مطعم الفندق بتقديم وجبات لحوم الأبقار المحلية التي ليس لها مثيل إلى جانب المشروبات المحلية مثل الزنجبيل، ويتميز ديكور الغرف والأجنحة بالبساطة مع أرضيات الحمامات المكسوة بالألواح الصخرية، والتحف الرائعة التي تنتشر في أرجاء المكان.