تعد العوامل النفسية والاجتماعية ذات دور كبير كأحد عوامل الخطورة التي تؤدي لإصابة المرأة بأمراض القلب، ويعتبر الاكتئاب النفسي واحداً من عوامل الخطورة المهمة المؤدية للإصابة بأمراض الشريان التاجي والذي وجد أن نسبة الإصابة به لدى المرأة ضعف نسبة الإصابة به لدى الرجل بل الأكثر من ذلك فإن حالات الاكتئاب التي تتبع الإصابة بجلطات القلب قد تؤدي إلى نتائج أسوأ بكثير من المرض ذاته. كما أن هناك ارتباطاً بين أمراض الشريان التاجي والحالة الاجتماعية حيث وجد أن أمراض الشريان التاجي تكون بدرجة أكبر في الطبقات الفقيرة من المجتمع ومن المعروف أن عادة التدخين ربما تنتشر أكثر بين الطبقات الفقيرة. عامل آخر هو داء السكري، فبمجرد اكتشافه لدى المرأة فإنها تفقد ميزة الحماية من خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي، وقد لوحظ أن المرأة المصابة بداء البول السكري إذا اصيبت بجلطة القلب فإن احتمالات الخطورة تكون أكبر منها في الرجل ويمكن تفسير ذلك بزيادة الاختلال في نسبة الدهون في الدم ما يستدعي الاهتمام بشدة بالسيطرة على نسبة الدهون في الدم وعوامل الخطورة الأخرى مثل ارتفاع ضغط الدم، وبالإضافة إلى ذلك فإن السيطرة الناجحة على ارتفاع السكر بالدم تقلل بالتأكيد من أمراض الشرايين، وهنا نشير مرة أخرى إلى أهمية ممارسة الرياضة الخفيفة والحفاظ على الوزن حيث إن ذلك يساعد في السيطرة على مرض السكر، وأيضا قد يقلل من احتمالات ظهور المرض. ويعتبر ارتفاع ضغط الدم واحداً من أهم عوامل الخطورة المؤدية إلى أمراض الشرايين التاجية حيث إن ارتفاع ضغط الدم يزيد من احتمالات حدوث الترسبات الدهنية بجدار الشرايين وما يعقبه من حدوث أزمات قلبية وجلطات قد تهدد صحة المرأة، وسواء أكان الارتفاع في الضغط الانقباضي أو الانبساطي فإن هناك تناسباً واضحاً بين ارتفاع معدل ضغط الدم وحدوث أمراض القلب، وتتميز المرأة بالقدرة في السيطرة على معدل ارتفاع الضغط أكثر من الرجل، ولأن المرأة يعتريها في فترات كثيرة بعض التغيرات الفيسيولوجية التي يصاحبها تغيرات هرمونية مثل فترات الدورة والحمل والرضاعة وكذلك فترة انقطاع الطمث ما قد ينعكس على مستوى ضغط الدم فإن هذه الأمور يجب أن تؤخذ في الاعتبار لاسيما عند اختيار العلاج الأمثل لمرضى ارتفاع ضغط الدم وتعتبر قلة ممارسة النشاط الرياضي عاملا مهما من عوامل الخطورة بإصابة المرأة بأمراض القلب.. السيدات عموما يتميزن بقلب أصغر حجماً من الرجال، لذلك يتم تعويض كفاءة القلب بزيادة عدد نبضات القلب في السيدات عنه في الرجال، وقد أظهر مسح إحصائي أن 70% من السيدات البالغات يعانين من الحياة الخاملة ويبدو ذلك أكثر وضوحاً في السيدات ذوات البشرة السمراء وكذلك اللاتي لا يتمتعن بقدر كبير من التعليم، وقد لوحظ أن زيادة النشاط الحركي أثناء الأعمال اليومية الروتينية يساعد أكثر من البرامج الرياضية المعقدة. كما أن المرأة يستحب لها أن تمارس الحركة والرياضة بدرجة أكبر كي تنجح في إنقاص الوزن مع تشجيع أبنائها الصغار في مرحلة التعليم المدرسي على ذلك، وعلى أقل تقدير يجب ممارسة رياضة المشي لمدة نصف ساعة يومياً وذلك حسب توصيات جمعية القلب الاميركية. * مركز القلب