يعتبر جبل حفيت جزءاً من منظومة العين السياحية، بعدما وجه المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه بشق طريق إلى قمته ليستطيع الزائر أن يرى على امتداد البصر جل مدينة العين وسط نسمات من الهواء العليل. وشهدت منطقة الجبل تطوراً في المرافق السياحية والخدمية، لاستقبال العدد المتزايد من الســياح والزوار من داخل الإمارات وخارجها. ويتمتع زائر جبل حفيت بالمشاهد الجمالية في المنطقة المحيطة به، وفي الطريق إلى قمة الجبل وبين الشقوق الصخرية تنبت الأزهار الصحراوية بمختلف أنواعها وألوانها الزاهية، كما توجد بعض الحيوانات البرية والطيور. مُتعة القيادة على حفيت يستطيع الزائر لجبل حفيت تحقيق متعة القيادة على الطريق السريع الملتف حوله صعوداً إلى قمّته إمّا بالسيارة، أو على الدراجة الهوائية إن كان يتمتع بالقدرة على التحمّل. وقد وصف موقع edmunds.com موقع المعلومات الإلكتروني حول المركبات الآلية هذا الطريق بأنه من أروع الطرق للقيادة في العالم. فما أن يصل الزائر إلى القمة حتى يجد مكافأة في المناظر الخلابة المطلّة على العين. وتجدر الإشارة إلى إنجاز بلدية العين مشروع تطوير طريق جبل حفيت الذي يتضمن حماية وتثبيت المناطق الصخرية المقطوعة والمردومة على الطريق الممتد بطول 14 كيلو متراً من منطقة المبزرة الخضراء أسفل الجبل وحتى ساحة المواقف على قمته. راحة ومتعة واستجمام تتوافر عند قمة جبل حفيت، وعبر الطريق الواصل إليه العديد من المرافق والمنشآت السياحية المهمة التي تمنح زواره الراحة والمتعة، ويمكنهم قضاء ليلة أو أكثر في فندق أقيم عند قمة الجبل ميركيور غراند، ما يتيح أمامهم الفرصة لزيارة المواقع الأثرية الأخرى بالمنطقة واكتشاف الكهوف العديدة في الجبل، فضلا عن الاستمتاع بالأجواء الهادئة والجمال الطبيعي في هذا المكان المثير للإعجاب. كما يحفل جبل حفيت بكهوف تتميز بأهمية في علم الآثار، ومنها شبكة كهوف مترابطة في جبل الحجر الواقع ما بعد منطقة البريمي بالقرب من العين، ومن أكبر وأكثر الكهوف إثارة مغارة قصر حفيت، والتي تحتوي على 450 مترا من الفتحات، والممرات، والغرف التي تصل إلى عمق 96 مترا. ينابيع وعيون طبيعية من مدينة العين التي اعتبرها خبراء العالم من أرقى وأجمل المدن، منطقة المبزرة الخضراء التي اشتهرت بعد تفجّر نبعها بالمياه الحارة مترقرقاً من باطن جبل حفيت لتخرج من سفحه راسمة خضارا لافتا عزّز بمشاريع متنوعة على مر السنين وتناثرت حوله الفنادق والشاليهات التي هي كالمنتجعات في هدوئها وما توفره من قرب لمياه النبع الحارة. وعلى جبل حفيت تزهر أشجار التين ونحو 120 شجرة زيتون، إلى جانب أكثر من 80 صنفاً من أشجار الفواكه والحمضيات، أتت من منابت مختلفة من العالم. ويعد جبل حفيت أيضا موطنا للعديد من الأنواع المتكاثرة والمهددة بالانقراض عالمياً مثل الثعلب الأفغاني، والقنفذ الأسود، فضلاً عن عدد من الأنواع الأخرى النادرة. مدافن حفيت : إن أهمية جبل حفيت الجيولوجية تترافق لزاما مع أهميته الأثرية حيث يتضح من خلال عمليات المسح التي تمت في منطقة جبل حفيت وذراعيه المنبثقين عنه الشمالي والغربي وجود المئات من هذا النوع من المدافن تنتشر على سفوحه ومنحدراته. وتعتبر مدافن حفيت من أولى المناطق التي تم التنقيب فيها من قبل البعثة الدنماركية في مدينة العين بعد جزيرة أم النار، وقد قامت تلك البعثة بتنقيب عدد لا بأس به منها في ستينيات القرن المنصرم معظمها كان في المنطقة التي يشغلها اليوم الحي الصناعي بالمدينة. ملاذ للزائر والسائح : يبقى جبل حفيت الملاذ للكثير من سكان المنطقة ويكثر به الزوار الأجانب، لتميزه الجميل وللخدمات الرائعة التي قدمتها البلدية. ويستطيع الزائر أن يجد الأحجار المرجانية المتكلسة التي تدل على أن المنطقة كانت مغمورة بمياه البحر في الماضي، وتتنوع الطبيعة فيها من ماء وخضرة وطبيعة بديعة إلى جانب اعتدال مناخها ووفرة الأماكن السياحية المتنوعة بها. أحافير بحرية يعتبر جبل حفيت جزءا من سلسلة جبال الحجر، ويقع الجزء الأكبر منه ضمن حدود سلطنة عمان، ويتميز بقمته المسطحة تقريبا ويبلغ ارتفاعه 4000 قدم فوق سطح البحر، إضافة إلى ذلك يحتوي على مجموعة من الأحافير البحرية التي يقدر عمرها بسبعين مليون سنة خلت مما يثبت أن هذه المنطقة كانت مغمورة بمياه البحر في تلك الفترة .