هل يؤثر التوتر والقلق على صحة الإنسان؟! وهل لذلك علاقة بأحد الهرمونات التي يفرزها الجسم؟! الحقيقة أن الأشخاص المتوترين والقلقين يعانون كثيراً في حياتهم، حيث تفرز الغدة الكظرية هرمون الكورتيزول في الجسم بانتظام، وخاصة في حالات الإجهاد، مما يؤثر على الصحة ويعجل بالشيخوخة. وإذا لم يتمكن الإنسان من إزالة أسباب التوتر والقلق بسرعة فإن هذا يؤدي إلى زيادة هرمون الإجهاد. وهكذا فإن الارتفاع المستمر في مستوى الكورتيزول يؤدي إلى إضعاف نظام المناعة وارتفاع ضغط الدم والسكر وهشاشة العظام، وربما إلى تدهور القدرات الذهنية وتدني القدرة على التذكر والتركيز. وبالطبع فإن المستويات العالية من الكورتيزول (هرمون التوتر) تقلل من إنتاج هرمون السيروتونين (هرمون السعادة). ولذلك فإن الإنسان المصاب بمستويات عالية من الكوريتزول يجد صعوبة في الاسترخاء أو النوم العميق. وطبقاً لدراسة صدرت في عام 2014م عن جامعة اوريغون الأميركية، فإن التوتر الناتج عن الضغوط اليومية أو الأحداث التي يتعرض لها كبار السن يؤدي إلى المزيد من الوفيات بينهم. وقد أشارت الدراسة إلى أن اختلاف التوتر أو الإجهاد يمكن أن يكون له تأثير على نسبة الوفيات نتيجة لضغوط العمل ومشكلات الحياة وأحداثها الكبرى مثل وفاة أحد الزوجين، مما يؤدي إلى الإضرار بالصحة عند الرجال خاصة، وربما إلى وفاتهم مبكراً. وقالت إحدى الباحثات في تلك الدراسة: (إن السبب لا يعود فقط إلى المشكلات والمتاعب المختلفة، بل إلى اعتبار أن هذه المشكلات صعبة ومعقدة، والشعور بعدم القدرة على حلها أو التعامل معها) ومع هذا فإن الدراسة تقدم رؤية جيدة لكيفية تأثير ضغوط الحياة على صحة الرجال، فقد لاحظ الباحثون أن هذه النتائج ليست مؤشراً على صحة الرجال على المدى البعيد. ولذلك فمن الضروري أن يتعلموا مهارات التعامل مع متاعب الحياة اليومية المجهدة والمزعجة، وإذا استطاع الرجال وخاصة كبار السن أن يتغلبوا على التوتر ومراقبة ردود أفعالهم فإن حياتهم ستكون أطول وأجمل بإذن الله تعالى.