صراحة-وكالات:قالت مصادر طبية إن شخصين قتلا واصيب عشرة بجروح الخميس في اشتباكات في وسط مدينة بنغازي بين قوات الحكومة التي يوجد مقرها في شرق ليبيا ومقاتلين اسلاميين. وتقاتل قوات الحكومة الليبية المعترف بها دوليا جماعات اسلامية في ثاني اكبر مدينة في البلاد لأكثر من عام في اطار صراع اوسع منذ الاطاحة بمعمر القذافي. واستعادت قوات الجيش بدعم من سكان مسلحين بعض الاراضي التي خسرتها العام الماضي في بنغازي لكن منتقدين يقولون ان استخدامها للطائرات الحربية ألحق اضرارا شديدة بالمدينة بدون تحقيق تقدم كبير على الارض. وقال مسؤولون عسكريون ان القوات الحكومية قامت الخميس بمحاولة جديدة للتقدم نحو الميناء التجاري الذي توجد فيه مواقع لجماعات اسلامية. والميناء مغلق منذ الخريف الماضي. وقال فرج اقعيم وهو قائد ميداني الجيش اليوم الخميس أحرز تقدما في محور الصابري وقمنا بهجوم قوي وكاسح واستخدمنا الاسلحة الثقيلة. وقال ناصر الحاسي وهو متحدث باسم القوات الجوية سلاح الجو قام بقصف تمركزات للمجموعات الارهابية في محور الصابري في اشارة الي حي ساحلي في وسط بنغازي بالقرب من الميناء. واضاف قائلا قام سلاح الجو بتفجير مخزن ذخيرة للمجموعات الارهابية في الصابري. ويبرز القتال في بنغازي الفوضى في ليبيا حيث تساند جماعات مسلحة حكومتين تتنافسان على السيطرة على البلاد. وتتخذ حكومة رئيس الوزراء المعترف به دوليا من شرق البلاد مقرا لها منذ ان استولت جماعة منافسة على العاصمة طرابلس وشكلت حكومة. وكان لظهور تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا عام 2015 تطورا ميدنيا كبيرا في البلاد. واعتمد التنظيم على جماعات موجودة أصلا في مدينة درنة، شرقي البلاد، إذ أعلنت الجماعات ولاءها لتنظيم الدولة الإسلامية وسيطرت على بنايات إدارية هناك. وتكبد التنظيم في الفترة الأخيرة خسائر في مواجهات مع مجلس شورى المجاهدين المنضوي تحت لواء تنظيم القاعدة. بُعيد إعلان الأمم المتحدة توقيع أطراف الحوار السياسي الليبي بالأحرف الأولى على اتفاق سياسي في الصخيرات بالمغرب، اعترف تنظيمالدولة الإسلامية بخسارته مواقعه في درنة شرق ليبيا . ولكن التنظيم أفلح في تنفيذ هجمات مهمة ضد سفارات وفنادق في يناير/ كانون الثاني، كما شن هجمات في العاصمة طرابلس وبنغازي. وتشهد ليبيا منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في 2011 فوضى أمنية ونزاعا على السلطة تسببا بانقسام البلاد بين سلطتين، حكومة وبرلمان معترف بهما دوليا في الشرق، وحكومة وبرلمان يديران العاصمة بمساندة فجر ليبيا. وتخوض القوات الموالية للطرفين معارك يومية في مناطق عدة من ليبيا قتل فيها المئات منذ تموز/يوليو 2014. ووفرت الفوضى الأمنية الناتجة من هذا النزاع موطئ قدم لجماعات متشددة في ليبيا بينها الفرع الليبي لتنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) ومطارها.