هبوط أول طائرة سعودية في مطار عدن بعد تحريرها من الانقلابيين الحوثيين ومن يقف وراءهم له دلالة رمزية بالغة الأهمية؛ لأنها تحمل رسالة لجميع الشعب اليمني بأن المملكة العربية السعودية حين قادت التحالف العربي لحماية استقلال إرادة اليمنيين والوقوف مع الشرعية، فإنها تصرفت منطلقة من قيمها ومبادئها وتأكيدا على أخوتها لهذا البلد الشقيق المتداخل معها إنسانيا واستراتيجيا. وهي ماضية، بحزم وإصرار، على استكمال المهمة حتى يرجع اليمن لأهله وإبعاد خطر الذين أرادوا خطفه وتسليمه لأعداء الأمة. وهبوط أول طائرة في مطار عدن حاملة مواد الإغاثة والمساعدات، بتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يؤكد أن المملكة تبذل كل إمكانياتها من أجل رفع المعاناة عن الأشقاء اليمنيين، ومساعدة الجهود الإقليمية والدولية لإسعاف المتضررين والعمل على عودة الأمن والاستقرار إلى ربوع اليمن. وهناك رسالة بالغة الأهمية تبعثها هذه التدابير، مضمونها: لن يستطيع أعداء اليمن أن يحققوا مآربهم ومراميهم الشريرة الهادفة إلى تفتيت وحدة هذا البلد الشقيق وزرع الشكوك والفتن بين طوائف أهله وجعل أرضه منطلقا لتهديد أمن واستقرار جيرانه وأشقائه. وبهذه المبادرة العاجلة والشجاعة، تبرهن المملكة على أن عدن أصبحت محررة في أيدي الحكومة الشرعية، وهذا مدعاة لأن تبادر الأسرة الدولية لتتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والسياسة من أجل المساهمة في عودة اليمن إلى حالة الأمن والاستقرار وتخفيف آلام الجرحى وإغاثة الملهوفين وتقديم المساعدة للمحتاجين.