تبوأت الإمارات قبل شهور قليلة المرتبة الأولى في المساعدات الخيرية على مستوى العالم ، وكانت وستبقى على نهجها الإنساني والوطني والخيري الذي يعمّ بلدان العالم التي تتعرض لكوارث الطبيعة والحروب والأزمات الاقتصادية وجيوب الفقر ، فهذه سياسة أخلاقية إماراتية قبل أن تكون مساعدات فورية في وقتها ، وفي ظروفها الدولية الطارئة. هذا سلوك إماراتي حضاري معروف ، وتعرفه مؤسسات العالم الإنسانية والحقوقية والخيرية ، ولا يحتاج إلى من يشير إليه لأنه فعل رفيع أكبر من الإشادة والشكر والامتنان ، لكن الإمارات تقدم أيضاً ما هو أغلى من ذلك عندما يستشهد من أبنائها شباب وطنيون لبّوا نداء الواجب ، وقدموا أرواحهم فداء للقضايا العربية العادلة مشاركين إخوانهم العرب في إعادة الحقوق. شهداء إماراتيون خضّبت دماؤهم الطاهره التراب العربي اليمني كان آخرهم سيف الفلاسي وقبله هزيم آل علىوعبدالعزيز الكعبي، الذين دافعوا بشرف وبطولة وشجاعة عن الحقوق العربية بنبل وكرامة وتضحية غالية. اليوم يقف الإماراتيون وقفة عزّ وفخر في رحاب استشهاد بواسل القوات المسلحة الإماراتية التي هي في الطليعة دائما في حروب ومعارك الحق ضد الباطل ، لتحقيق العدالة والاستقرار في المنطقة وفي العالم ، وليست هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها الإمارات الشهداء والأبطال من أجل القضايا العربية. الشهداء الإماراتيون ، بدءاً من تشكّل الدولة وقبل ذلك هم كوكبة من الرموز الوطنية ، وهم ذاكرة وتاريخ ومكوّن أصيل من مكونات الوجدان الإماراتي ، وظهرت صورة الشهيد في بعض الأعمال الشعرية والروائية المحلية ، التي هي حامل أدبي وثقافي للشخصية الإماراتية ، كما ظهرت هذه الصورة النقية في بعض الأعمال المسرحية الإماراتية. الجديد هنا ، وبمناسبة هذا الفعل الاستشهادي العروبي النبيل أن تتوجه الأعمال الدرامية والمسرحية والسردية ، إضافة إلى الفضاء الثقافي المحلي بشكل عام من أداء شعري وفني تشكيلي إلى الاحتفاء بالشهداء الإماراتيين ، والعمل على حضور رمزيتهم الأدبية والبطولية أكثر وأكثر في الخطاب الأدبي الإماراتي. وهذا أقل صور الوفاء الثقافي لهؤلاء الشجعان الذين سوّروا وطنهم بأرواحهم. yosflooz@gmail.com