سرني ما كان من تنظيم لملتقى الأمن والسلامة الذي نظمته جمعية الأمن والسلامة في المنطقة الشرقية، فقد كان رائعا ومنظما وتقنيا، والبرنامج حافل لمدة ثلاثة أيام. كان المشاركون فيه نخبة من العالم ومن المتخصصين في هذا المجال والمجالات المرادفة، التي ممن الممكن أن تكون رافدا مهما للموضوع والمناسبة. فقد افتتح الملتقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية وبحضور نائبه صاحب السمو الأمير جلوي لما للملتقى من أهمية في استخلاص التوصيات المهمة للعمل على تنفيذها في العام الجاري 1435هـ، إلا أن ما لوحظ في الافتتاح أن الكلمات الثلاث الافتتاحية كانت لمدير إدارة المرور بالمنطقة الشرقية كونه معني بالأمن والسلامة ومدير جامعة الدمام كونها من رعاة الملتقى ورئيس شركة أرامكو كونها من الرعاة أيضا، إلا أن المفاجأة أن الكلمات لم تكن واضحة في تشخيص مشكلات الأمن والسلامة كما ألقاها ممثل أرامكو السعودية ورئيسها المهندس خالد الفالح، الذي أوفى الكيل ورسم اللوحة باحتراف للوضع المروري في الوطن، وتعهد بكل ثقة أن الأمر إن آل لأرامكو فستكون المملكة من أوائل الدول الأقل حوادث والأكثر التزاما بالأنظمة عوضا عما يحدث من فوضى مرورية في الوقت الراهن. كانت كلمته تلامس المشكلات الموجودة ونوع المخالفات التي ترتكب من السائقين دون اكتراث للأرواح والممتلكات. كما نوقشت قضايا متنوعة ومهمة في الملتقى وتناولت كثيرا من المشكلات التي نعاني منها في شوارعنا، كما اقتُرحت كثير من الحلول واستُعرض بعض تجارب دول أخرى في علاج المشكلات المشابهة. استمر الملتقى ثلاثة أيام كانت غنية بالأفكار والمناقشات والرؤى. وضعت المشكلات المرورية جثة للتشريح من جراحين متنوعين، ليعرفوا أسباب المرض. وخرج الملتقى بالتوصيات التي نترقب تنفيذها خلال العام 1435هـ، وإلى موعد الملتقى في نسخته الثالثة، سنرى حجم وجدوى التغيرات التي ستتخذها الإدارة العامة للمرور بالمنطقة الشرقية من أجل سلامة مرورية آمنة.