مقاتل جزائري، أمير "كتيبة الملثمين" قبل أن يُعين عام 2015أميرا لتنظيم "المرابطون". يعد مختار بلمختارمسؤولا عن عشرات العمليات المسلحة، وقد صنفته الأمم المتحدة 2003 "إرهابيا" تابعا للقاعدة، وترصد الولايات المتحدة مكافأة بخمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تساعد في القبض عليه. المولد والنشأة ولد خالد أبو العباس (المعروف بـمختار بلمختار والملقب "الأعور")يوم1 يونيو/حزيران 1972 في مدينة متليلي (ولاية غرداية) بالجزائر. الدراسة والتكوين لم يكمل دراسته وتقول مصادر إنه طرد من المدرسة في المرحلة الثانوية، وقد تلقى تدريبات عسكرية بعد سفره إلى أفغانستان للجهاد في عام 1989 مع عشرات من الجزائريين والعرب الذين عرفوا لاحقا باسم "العرب الأفغان"، وشارك في بعض العمليات القتالية، قبل أن يعود إلى الجزائر نهاية 1992. التوجه الفكري تعلق بلمختار بالفكر الجهادي وهو فتى، فسافر إلى أفغانستان للانضمام إلى المجاهدين في الحرب بأفغانستان، وانضم لاحقا إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قبل أن يشكل التنظيم الخاص به. المسيرة السياسية رغم أنه لم يشارك في القتال ضد الروس فإنه حارب حكومة كابل، وهناك فقد إحدى عينيه خلال إحدى المعارك (لهذا سمي بالأعور)، قبل أن يعود عام 1992 إلى بلاده لينضم إلى الجماعة الإسلامية المسلحة ويشارك في الحرب الأهلية هناك. بعد انتهاء سنوات "العشرية السوداء" في الجزائر استقر بلمختار في الجنوب الجزائري على الحدود مع شمال مالي، وأصبح أميرا لفريق "جهادي" بعد أن ساهم في تشكيل "الجماعة السلفية من أجل الدعوة والقتال" التي أصبحت فيما بعد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وقد شارك -خلال السنوات الموالية- في عدة هجمات، منها الهجوم على ثكنة لمغيطي في شمالي موريتانيا الذي راح ضحيته 15 جنديا موريتانيا. وشارك في كمين ضد قوات مكافحة الإرهاب النيجيرية وكمين ضد الجمارك في الصحراء الجزائرية، بالإضافة إلى عمليات اختطاف عديدة استهدفت السياح الأجانب، ومنها مشاركته في اختطاف دبلوماسييْن كندييْن يعملان بالأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 2008. جعلت عمليات اختطاف الرهائن الأجانب ومبادلتهم بفدية مالية التنظيم الذي ينتمي إليه بلمختار من أغنى فروع تنظيم القاعدة (يقال إنها حصلت على نحو مائة مليون دولار في السنوات الأخيرة). انشق في عام 2012 بلمختار عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إثر خلافات بينه وبين قائده أبو مصعب عبد الودود، وأسس جماعته الجهادية التي أطلق عليها "كتيبة الملثمين"، والتي كان شعارها "الموقعون بالدم". هاجمت كتيبة بلمختار في بداية 2013 مرفق عين آمناس جنوبي الجزائر واحتجزت مئات الرهائن، وذكرت أنها شنتالهجوم احتجاجا على التدخل الفرنسي في مالي الذي بدأ قبلها بأيام، وبعد تدخل القوات الجزائرية قُتل 38 رهينة، و29 عضوا من الكتيبة. بعد ذلك بعدة أشهر، تعرض موقع شركة فرنسية لاستخراج اليورانيوم شمالي النيجر وقاعدة عسكرية بمنطقة أغادير لتفجيرين انتحاريين وخلف الهجوم عددا من الجرحى، وأعلن الناطق باسم"كتيبة الملثمين" أن بلمختار هو الذي خطط للتفجيرين. هددت الجماعة بشن هجمات جديدة في النيجر، وتوعدت الدول التي تنوي المشاركة في قوات الأمم المتحدة في شمالي مالي بقتلقواتها. وكان التلفزيون الحكومي التشادي والجيش التشادي قد أعلنافي 2 مارس/آذار 2013 مقتل بلمختار في غارة شنتها القوات التشادية على قاعدة في جبال آدرار شمال مالي، ولم تؤكد أية مصادر أخرى خبر وفاته الذي نفاه أعضاء القاعدة، وأنكره المتحدث باسم وحدة بلمختار. وقالتفرنسا التي قادت الهجوم إن بإمكانها فقط تأكيد وفاة القائد أبو زيد بعد فحص عينات من رفاته. أصدر بلمختار في 23 مايو/أيار 2013بيانا يعلن فيه أنه لا يزال حياويؤكد وفاة القائد أبو زيد، وذكرتمصادر أمنية في أبريل/نيسان 2014أنه انتقل من مالي إلى ليبيا. حُكم على مختار بلمختاربالإعدام مرتين غيابياً في الجزائر، الأولى في 2008 بتهمة "القتل"، والثانية في 2012 بتهمة "الإرهاب". في يوليو/تموز 2015، أعلن تنظيم "المرابطون" -الذي ينشط شمال مالي والصحراء الكبرى- عزل أميره عدنان أبو الوليد الصحراوي، وتنصيب مختار بلمختار أميرا جديدا. وقال التنظيم في بيان -حصلت الجزيرة نت على نسخة منه - إنه يتمسك ببيعته تنظيم القاعدة، ويتشبث بمنهج زعيمه ومؤسسه أسامة بن لادن، "منهج أهل السنة والجماعة بعيدا عن الغلو والإرجاء". وأعلن التنظيم أن مجلس الشورى فيه اجتمع "وقرر تنصيب الشيخ المجاهد خالد أبو العباس أميرا على المرابطين". وتأسس تنظيم "المرابطون" في أغسطس/آب 2013 بعد اتحاد تنظيمي "جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا"، و"جماعة الملثمون"، وتعاقب على قيادته ثلاثة أمراء: أبو بكر المصري وأحمد ولد العامر وعدنان أبو الوليد الصحراوي، وقد قتل اثنان منهم، بينما قرر مجلس الشورى عزل الثالث وتنصيب الأمير الجديد مختار بلمختار.