تتسبب كتابة وقراءة الرسائل النصية والتقاط الصور السيلفي أثناء القيادة في واحدة من كل خمس حوادث سيارات تقع في إيطاليا. وفي تناقض غريب للتكنولوجيا والعادات البشرية الخاطئة، فإن السيارات الأكثر أمانا وإجراءات أجهزة الأمن تقلل إجمالي عدد الوفيات على الطرق، بينما أدوات التكنولوجيا المتقدمة تزيد قطاعا جديدا من حوادث الطرق، حسبما تذكر صحيفة «لاستامبا» الإيطالية. وكانت الكتابة أثناء القيادة السبب الرئيسي في الوفاة في حوادث الطرق، ويحلل مدير شرطة الطرق في إيطاليا، روبرتو سغالا، الأرقام والأسباب قائلا: «في الدراسات المتعلقة بالسلوكيات، يؤكد علماء النفس أن القيادة اليوم أصبحت مجرد (نشاط)، فمن يقود سيارة يفعل شيئا آخر بشكل متزامن، فمع سير المركبة يثبّت نظام الملاحة عبر القمر الصناعي، ويشاهد التلفزيون على (آيباد)، ويقرأ كتابا على (آيبوك)، ويلعب بالحاسوب، ويقوم بتحميل ملفات صوتية ويبعث برسائل نصية، ويتحدث في التليفون». ويقلل ذلك من مستوى التركيز ويضاعف المخاطر، حيث تابع: «السرعة الزائدة، المشروبات الكحولية، المخدرات، جميعها يمكن السيطرة عليها من خلال الاختبارات، بينما ليس كذلك مع التشتت الذي تسببه الأجهزة التكنولوجية». ووفق بيانات نادي السيارات الإيطالي والمعهد الوطني للإحصاء، فإن 20.1 في المائة من حوادث السيارات سنويا ناتجة عن التشتت باستخدام الهاتف الذكي، وكان سكان أقاليم شمال إيطاليا هم الأكثر تهورا مقارنة بقائدي السيارات في وسط وجنوب البلاد. يذكر أن إيطاليا تشهد سنويا 3400 حالة وفاة سنويا نتيجة حوادث الطرق، ووفقا للأهداف الأوروبية لا بد أن ينخفض هذا العدد إلى ألفين بحلول 2020.