قالت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء، إنها منزعجة للغاية من العداء الذي أبداه المرشد الإيراني علي خامنئي لها بعد توقيع الاتفاق النووي ،فيما سعى وزيرا خارجية البلدين لتهدئة المعارضة للاتفاق من ساسة متعصبين بالداخل. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الخطاب الذي ألقاه خامنئي يوم السبت وتوعد خلاله بتحدي السياسات الأمريكية في المنطقة رغم الاتفاق الذي أبرمته إيران مع القوى الدولية بشأن برنامجها النووي مزعج للغاية. وقال كيري في مقابلة مع قناة العربية التلفزيونية :لا أعرف كيف أفسر ذلك في مثل هذا الوقت سوى بالتعامل مع ما يبدو في ظاهره.. هذه هي سياسته. وتابع لكني أعرف أنه عادة ما تتطور الأمور بشكل مختلف عن التصريحات التي تصدر في العلن. إذا كانت هذه هي السياسة فهذا أمر مزعج ومقلق للغاية. وكان الاتفاق إنجازاً سياسياً كبيراً للرئيسين الأمريكي باراك أوباما والإيراني حسن روحاني لكن يتعين على الزعيمين أن يقنعا المتعصبين الأقوياء بالداخل بالاتفاق في البلدين اللذين سادت بينهما العداوة لعقود ويشيران لبعضهما بعضا ب الشيطان الأكبر وعضو في محور الشر. ودافع محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني عن الاتفاق بعد الانتقادات التي وجهها له متشددون وقال أمام البرلمان الذي يغلب عليه المحافظون إن أغلب شروط بلاده إن لم يكن كلها قد استوفيت بما في ذلك الخطوط الحمر التي حددها خامنئي. وقال ظريف نحن لا نقول إن الاتفاق بالكامل في صالح إيران. فأي مفاوضات فيها الأخذ والعطاء. وبكل تأكيد أبدينا بعض المرونة. وأضاف أقول لكم كما قلت للزعيم الأعلى إننا بذلنا أقصى ما في وسعنا للحفاظ على أغلب الخطوط الحمر إن لم يكن كلها. لكن في خطوة يمكن أن تؤخر مصادقة مجلس الشورى على الاتفاق صوت النواب على تعيين لجنة مؤلفة من 15 عضوا تتولى تقييم نص اتفاق فيينا. ولا يزال يجب اختيار أعضائها. من جانب آخر، اتصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنظيره الصيني شي جينبينغ لشكره على الدور الذي لعبته بكين في التوصل إلى الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، كما أعلن البيت الأبيض. وأكد البيت الأبيض أن أوباما عبر عن امتنانه للدور الذي لعبته الصين من أجل التوصل إلى اتفاق نووي تاريخي كامل، طويل الأمد بين مجموعة 5+1 وإيران. واتفق الرئيسان على الأهمية القصوى لمواصلة التعاون بين الولايات المتحدة والصين لضمان التطبيق الكامل لهذا الاتفاق الذي أبرم في 14 يوليو /تموز في فيينا. على صعيد متصل، وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر في القدس في لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في محاولة لتهدئة قلق إسرائيل حيال الاتفاق النووي مع إيران. وفيما دعت بعض أطراف الحكومة الإسرائيلية إلى بدء التكيف مع الواقع الجديد الذي خلقه الاتفاق، قالت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي تسيبي هوتوفلي الثلاثاء إنه سيتم الإبقاء على هذه المعارضة للاتفاق على أمل التأثير في تصويت الكونغرس. وفي باريس قال لوران فابيوس الذي سيكون أول وزير خارجية فرنسي يزور إيران في 12 عاماً إن موقف فرنسا المتشدد من إيران خلال المفاوضات النووية لن يضر شركاتها عندما تعود لإيران بعد رفع العقوبات. وقال فابيوس في تصريحات لإذاعة فرنسا الدولية صحيح أن فرنسا كانت صارمة للغاية... هل ستتم معاقبة الشركات الفرنسية؟ إجابتي هي لا.. لأنه في الماضي كان لنا وجود مهم في إيران. ما لنا (من خبرة) في الكثير من المجالات ممتاز والإيرانيون جادون. أنتم تعرفون السياسة الخارجية،وأعتقد أنكم لا تخسرون شيئاً من احترام الآخرين لكم. (وكالات)