×
محافظة الجوف

عام / بلدية القريات تقيم حفل معايدة لمنسوبيها

صورة الخبر

تكسو فرحة العيد لدى أسر الشهداء والمرابطين على الحدود العديد من الذكريات بمن غاب عنهم في هذا العيد، سواء من استشهدوا دفاعاً عن الوطن أو في مواجهة الإرهابيين، أو من جنودنا المرابطين على الحدود للدفاع عن أمن الوطن، حيث تستذكر أسر الشهداء وأسر المرابطين على الحدود بكل فخر واعتزاز تضحيات ابنائهم وماقدموه ويقدمونه للدفاع عن الدين والوطن، ولا تنسى الدولة هؤلاء حيث أعطتهم الأولوية والاهتمام، حيث يهنيء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد ووزير الداخلية -حفظه الله- سنوياً أسر شهداء الواجب وأبنائهم في كل عام بشهر رمضان والعيدين، فضلاً عن العيدية التي يتسلمونها سنوياً وقدرها (20) ألف ريال لكل فرد، وهذا هو ديدن حكومتنا الرشيدة، بقيادة ولاة أمرنا، الذين تعودنا منهم الإخلاص والتفاني في حب الوطن وخدمة مواطنيه، هذا الى جانب ماقدمه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- بمبلغ خمسين مليون ريال لصندوق التكافل بالقوات المسلحة وبرنامج خلافة الغازي، بحسب ما ذكر مدير عام صناديق التكافل في القوات المسلحة والمشرف على "برنامج خلافة الغازي" اللواء الدكتور محمد السعدان. وينفذ صندوق التكافل بالقوات المسلحة "برنامج خلافة الغازي" الذي يقوم على خلافة المرابطين في أسرهم وعوائلهم في توفير الاحتياجات اليومية لهم والخدمات التي يحتاجون إليها، وكذلك دعمهم مالياً ونفسياً ومعنوياً وإنهاء جميع الإجراءات المتعلقة برب الأسرة مع الجهات ذات العلاقة، مما يجعله يؤدي مهمته المكلف بها بكل راحة واطمئنان على حال أسرته. برنامج خلافة وقال اللواء د. محمد السعدان -مدير عام الإدارة العامة للشؤون الدينية للقوات المسلحة-: إن تبرع الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع ب(50) مليون ريال لصناديق التكافل وبرنامج خلافة الغازي، يأتي استشعاراً لظروف المرابطين وأبنائهم، وحرصاً على توفير حياة كريمة لهم ومساندة لأسرهم، مضيفاً أن برنامج خلافة الغازي فُعّل قبل نحو خمس أعوام، حيث يقوم على خلافة المرابطين في أسرهم وعائلاتهم في توفير الاحتياجات اليومية لهم، والخدمات التي يحتاجون إليها، ودعمهم مالياً ونفسياً ومعنوياً، وإنهاء جميع الإجراءات المتعلقة برب الأسرة مع الجهات الحكومية والخاصة، مؤكداً على وجود خط مباشر مع المرابطين لتلبية احتياجاته وأسرته وتذليل العقبات، مشيراً إلى أن هناك لجاناً خاصة في برنامج "خلافة الغازي" لتتبع احتياجات المرابط، وأن هناك رعاية متواصلة لهم، تشمل المستشفيات والمدارس، وقضاء حوائجهم الخاصة من خلال التواصل معهم، منوهاً إلى أن هناك تنسيقاً مع الجهات الحكومية لسرعة إنجاز معاملاتهم، إضافةً إلى التواصل مع الجهات التعليمية لتذليل عقبات الأبناء الدراسية والمالية. غابوا عنّا وتحدث والد الشهيد أحمد الشهري قائلاً: إن العيد يبقى ناقصاً، خاصةً وأن الشهيد أحمد كان أكبر أبنائه وكل عيد يذهبان سوياً لأداء صلاة العيد ومن ثم التوجه إلى بيت كبير العائلة والمعايدة على الأهل والجماعة، مضيفاً: "لا أنكر فقدنا لأحمد، لكن في الوقت ذاته نهنئ أنفسنا بأن ولدنا استشهد وهو يؤدي واجبه دفاعاً عن أرض الوطن وحماية مليكه وشعبه، والحمد لله أن شرفنا بولاة أمر يهتمون بنا وخاصة متابعتهم لنا وتهنئتهم لنا بالعيد"، سائلاً العلي القدير أن يغفر لجميع شهدائنا ويحمي وطننا، وأن يحفظ ولاة أمرنا وينصرهم على من يعاديهم. وأوضحت والدة الشهيد عبدالرحمن القحطاني أن هذا العيد يأتي يتيماً، فعبدالرحمن كان يعطي كل ملامح العيد رونقاً وفرحاً، وعزاؤها في فقده أنه في أشرف مكان، واستشهد بطلاً يدافع عن وطنه، مضيفةً: "الحمد لله على قضائه وقدره، وولاة أمرنا لم يقصروا معنا غمرونا بعنايتهم وكريم أفضالهم، فولي عهدنا الأمير محمد بن نايف حفظه الله اعتبر عبدالرحمن أحد أبنائه فقام بتهنئتنا بالعيد ودائم السؤال عنا، فجزاه الله عنا خير الجزاء". حماية الوطن وعبر والد الشهيد النقيب ياسر بن مسفر آل منصور عن فخره باستشهاد ولده قائلاً: الحمد لله والشكر على قضائه وقدره، وما يحز في نفسي هو سؤال أطفال الشهيد عنه، وقد حرصنا في العيد أن لا نحرمهم من شيء كان والدهم يوفره لهم، من ملابس وألعاب، وتنقل بين الأعمام والأخوال للتهنئة بالعيد، مضيفاً أن ياسر أكبر أبنائه، حيث أن له من الأبناء اثنين، والحمد لله أنه استشهد وهو يحمي تراب الوطن، وكان أجله بهذا الأمر، مُفتخراً وعائلته وكافة أسرته بأنه استشهد وهو يدافع عن الدين والمليك والوطن، سائلاً الله له المغفرة. ظروف الحرب ولا يختلف عنهم أسر المرابطين حيث أوضحت أم فهد -زوجة أحد المرابطين على الحدود في منطقة نجران- أن ظروف الحرب جعلت زوجها يرابط بالأيام منذ أكثر من ثلاثة أشهر، مما جعلهم يتعودون على غيابه، لكن في العيد هو الذي لم نعتد عليه، خاصةً أنه من الآباء الحنونين على أطفاله، فكان كل عيد يحرص على أن يشتري متطلبات المنزل وكسوة العيد بنفسه، مضيفةً أن الوطن أهم من الأسرة ونحن نقدر هذا الشيء، ونتمنى لكل جنودنا النصر والتأييد من عند الله، وأن يحميهم ويحمي وطننا، وأن يفرحنا الله بالنصر. وتمنت والدة الجندي علي الغامدي -المرابط في منطقة عسير- أن يقضي ابنها العيد معها، وأن تجده أمامها كل صباح وتسمع منه: "عيدك مبارك"، مضيفةً أن الوطن يحتاجه أكثر منا، داعيةً الله ليلاً ونهاراً ان ينصر جنود الوطن مبينةً أنه اليوم نستطيع التواصل مع أحبابنا عبر الهاتف وأجهزة التواصل الحديثة. دعاء القلوب وقالت منى القحطاني -ابنة أحد الجنود المرابطين بجازان-: إنها تشتاق لوالدها حيث أن واجبه الوطني يستدعي تواجده على الجبهة، ونحن نفتخر بوالدنا وبعمله، ورغم الغياب إلاّ أن روحه حاضرة معنا من خلال تذكر اللحظات الجميلة التي عشناها معه، ونحن نتواصل معه باستمرار، ونحرص أن نرفع من معنوياته، وأن لا ننقل له أي أمر قد يفقده تركيزة أو يكدر خاطره، مضيفةً أنها أتفقت مع أخوتها بشراء مجموعة من حلويات العيد وتغليفها وإرسالها لوالدها هدية منهم لجنودنا البواسل على الحدود. وأوضح أخ الجندي فيصل العيافي -من جازان- أن أخاه التحق بالعمل العسكري وهذا أول عيد يقضيه بعيداً عن الأهل والأصحاب، حيث جاء هذا العيد مختلفا للأهل ولأخيه، مضيفاً أنه تواصل معه، والحمد لله روحه المعنوية عالية والحدود آمنة، مشيراً إلى أننا في هذه الظروف نسعى أن نوصل رسالة لجنودنا بأننا معهم بقلوبنا ودعائنا، ولن ننساهم بفرحتنا، سائلاً الله أن ينصرهم ويحفظ الوطن من كل شر.