مودة الفؤاد وعَاد كُلّ شُيءْ نبيه بن مراد العطرجي الحَمد لله الذِي بَلغنا شَهر رمضَان وأنعَم عَلينا بِصيامه وقِيامه ، وإتمَام خَتم قُرآنه ، ولَه الشُكر والإمتنَان بأنْ شَهدنا يَوم الجَائزة ، يَوم الفِطر المبَارك ، ونَحن نَرفل بِصحة وعَافيه ، فالحَمد لله عَلى مَا وهَب وأعْطى ، وقد عشنَا فَرحة عِيد الفطر لهذَا العَام 1436ه بَين الأهِل والأحبَاب والأصحَاب ، فَرحه سَكنت الفُؤاد بفَضل الله ورحمتِه ، وأفَرحت النَفس برضوَان الله ونعمتِه ، ونَدب الإسْلام شَرعاً إلَى إظهَار الفَرح والسِرور والبَهجة فِي أيَام العِيد ، وقَد كَانت تُقام بَين يَدي رسُول الله صَلى الله عَليه وسَلم فأقَرها ، وأحتَفى بِها ، فمَا أروَعه مِن رسُول كرِيم بُعث بِدين حَنيف فِيه اليُسر لكُل مُسلم . فبَعد إنقضَاء شَهر العِبادة ، وأيَام الفَرح عَاد كُل شيءْ إلَى مَا كَان عَليه فِي مَجرى الحيَاة ، وغَداً يَتضح مَن أستفَاد وربِح مِن تِلك الأيَام والليَالي التِي مَضت ، فمنْ أعتَاد عَلى الصِيام ، وألفَ طَعمه فسيدَاوم عَليه مِن خِلال صَوم النوَافل التِي حَثنى عَلى صِيامهَا مَن أقَر لهُو العِيد المبَاح أمَام نَاظريه عَليه أفضَل الصَلاة والسَلام ، ومَن تَذوق لِذة صَلاة الترَاويح والتهجُد ، فَلديه قِيام الليلْ والشَفع والوِتر ، ومَن وجَد فِي العِيد كمَال الفَرح ، فكُل يَوم يمُر عَليك وأنتَ فِي صِحة وعَافية عِيد يَنبغي عَليك أن تَفرح بِيه . فَخير الحيَاة وأفْراحها دَائم ، وكُل مَا فِي الأمْر أنْ نُحرك النفُوس لنَنعم بطِيب عَيش الحيَاة ، ونستثْمرها لفَرش دُورنا بالأعمَال الصَالحة لتَكون قُبورنا نُور طَيبة المرْقد بَاردة التُراب . فَلتكن الأيَام الماضِية لنَا تَذكرة تَعلمنا مِنها كَيف نَصل الأهلْ والأحبَاب والجِيران ، ونُعمر مسَاجد الله كمَا أمرنَا {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ .... }. فهنِيئاً لنَا كُل مَا عِشناه ومَضى ، وهنِيئاً لنَا رَحمة الرحمن بنِا ، وهنِيئاً لنَا أننَا مَا زلنَا فِي الحيَاة نجنِي مِنها الحسنَات . وكُل عَام وأنتُم بِخير ،،،،