يبدو ان أسواق النفط العالمية دخلت حلقة مفرغة من التراجعات في ظل غياب مؤشرات حقيقية تعمل على إعادةِ التوازن لأسواق النفط عند حدود آمنة للمنتجين والمستهلكين. اذ سجل يوم الثلاثاء تراجعا في أسعار الخام الأمريكي ليهبط إلى أدنى مستوى عند 50 دولارا للبرميل وليغلق عند 49.9 دولارا للمرة الأولى منذ الثاني من ابريل الماضي. خام برنت لم يكن افضل حالا منه بعد ان هبطت أسعار عقوده الآجلة تسليم شهر سبتمبر أقل من النقطة المئوية ليصل الى نحوِ 56.6 دولارا للبرميل. اذا عواملُ عدة تضغط على أسعار النفطِ العالمية.. يأتي في مقدمتها خشية المستثمرين من ارتفاع المعروض العالمي من الخام في الأسواق، خاصة بعد توقيع إيرانَ والقوى الدوليةِ على اتفاق حول برنامج طهران النووي، والذي من شأنه أن يرفعَ صادراتِ إيرانَ النفطية. وقد أظهر تقرير صادر عن وكالةِ موديز أن الاتفاقَ الأخير قد يُمكنُ ايرانَ من زيادةِ انتاجها من النفط الى حدودِ أربعة ملايين برميل يوميا بحلول العام 2017. وكشفت موديز عن اعتزام كل من السعودية والعراق زيادة انتاجهما من النفط لتعويض تراجع الأسعار مدعومتين بالاحتياطي الكبير الذي تمتلكانِه. ولم يكن الاتفاق الإيراني السبب الوحيد في هبوطِ أسعارِ النفط... إذ تأثرت أسعار الذهبِ الأسود بضغوط ملحوظة بعد صعودِ قيمةِ الدولار أمام العملات الرئيسية الأخرى، على خلفيةِ ارتفاع حدةِ التوقعاتِ برفع الفائدة الأمريكية خلال شهرِ سبتمبر المقبل للمرة الأولى منذ عام 2006.