اتفق الكثير من كبار السن في المدينة المنورة، على تباين التعبير عن فرحة عيد الفطر المبارك ما بين جيلي الزمن الماضي والزمن الحاضر، فكان الناس في الماضي يعتمدون على التواصل والتلاقي فيما بينهم للمباركة في العيد، بينما في الوقت الحاضر تدخلت التقنية الحديثة في نقل هذه المباركة عبر أجهزة الجوال وشبكات التواصل الاجتماعي دون أن يكون فيها أي حميمية. وأكد علي الحرقان؛ في حديثه لوكالة الأنباء السعودية، أن العيد في الماضي كان يعتمد الناس فيه على الالتقاء فيما بينهم، والمباركة بالعيد، والاستئناس بحديث الذكريات بين الأهالي والجيران، وحل الخلافات والنزاعات التي قد تحصل بين بعضهم؛ لأن فرحة العيد مناسبة سعيدة تُغطي على كل الخلافات. وقال الحرقان: كان الأهالي في الماضي يعملون طوال أيام العيد على إسعاد المجتمع بفرحة العيد السعيد، خاصة الفقراء والمساكين والمرضى، حيث يزورونهم ويتبادلون التهاني والتبريكات معهم، في حين أن فرحة العيد في وقتنا الحالي تقتصر على أول يوم فقط، ومعظم التهاني تتم عن طريق الرسائل النصية. وأضاف الحرقان؛ أن ترف الحضارة الذي ظهر على عادات الحياة انتشل تقاليد فرحة العيد من أفراد المجتمع، وأضحى بعضهم حبيسا للتواصل المجتمعي والأسري عبر أجهزة الاتصال التقنية. ولفت المواطن عائض الحربي؛ إلى أن الجميع كانوا في الماضي ينتظرون قدوم العيد ليجتمعوا ويفرحوا سويا بحلول العيد، ويعيشون لحظة الاجتماع الأسري مع الصغار، ليعلموهم أهمية صلة الرحم، واحترام الكبير، وليبهجوا معهم بفرحة العيد بعكس ما يشاهد اليوم من أن الأطفال يقضون وقتهم في العيد في تناول الحلوى أو إطلاق الأعيرة النارية التي تشكل خطرا عليهم وعلى مجتمعهم، دون أن يكون هناك أي ألفة في لقاء العيد. وأكد الحربي؛ أن فرحة العيد لم تعد بتلك البهجة التي كانت منتشرة، أو بنفس الارتباط والجمال التي كان عليه الناس في الماضي، إذ إن التقنية الحديثة انغمست في أساليب حياة الأفراد، أصبح الشخص موجودا بجسده وفكره منشغلا بما بين يديه من جهاز آلي يتواصل فيه مع الآخرين. وبيّن من جهته محمود عبد الشكور؛ أن احتفالات العيد التي شهدها في الماضي اختلفت نوعا ما عن الوقت الحاضر؛ من حيث إن الأولى كانت تعتمد على أدوات شعبية بسيطة بينما حاليا تنوّعت الأساليب والطرق التي يحتفي فيها الناس بالعيد، لكنها تعتمد في مجملها على التقنيات الحديثة التي لا يكون فيها أي نوع من التلاحم بين أفراد المجتمع، كما أنهم في الماضي كانوا يفرحون بالعيد منذ ساعاته الأولى ويواصلون السهر في الحي فرحين بالعيد حتى ساعات متأخرة من اليوم، ولكن في الوقت الحالي تكمن الفرحة في الساعات الأولى من صباح يوم العيد فقط، ثم تتلاشى حتى تنطفئ.