أكدت المقاومة الشعبية الموالية لحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس الاثنين أنها بسطت سيطرتها على الجزء الأكبر من حي التواهي آخر معقل للحوثيين في عدن، كبرى مدن الجنوب اليمني. وأعلن متحدث باسم مقاتلين يمنيين ووحدات من الجيش تدعمها حكومة هادي أمس الاثنين السيطرة على حي التواهي في عدن وهي آخر مناطق المدينة كانت تحت سيطرة الحوثيين وحلفائهم. وبغطاء جوي من التحالف الذي تقوده السعودية كسر المقاتلون أشهرًا من الجمود في عدن الأسبوع الماضي بالسيطرة على المطار والتقدم صوب مناطق أخرى في المدينة الساحلية كانت تحت سيطرة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح. وبدأت قوات التحالف بقيادة السعودية ضربات جوية ضد الحوثيين وقوات صالح يوم 26 مارس (آذار) في مسعى لمنعهم من الاستيلاء على عدن، وهي آخر مدينة لا تزال حكومة هادي تسيطر عليها ولإعادة إرساء حكم الرئيس في صنعاء. ودخل مقاتلون من المقاومة الجنوبية - التي تريد لجمهورية اليمن الجنوبية السابقة الانفصال عن الشمال بعد وحدة دامت 25 عاما - حي التواهي على أطراف عدن في وقت متأخر من مساء أول من أمس الأحد بعد تأمين حي كريتر. وسيطر المقاتلون على مباني الإذاعة والتلفزيون وقواعد للجيش وقوات الأمن في معارك عنيفة، حسبما قال المتحدث باسم المجموعة علي الأحمدي. ويخوض المقاتلون المحليون ووحدات الجيش اليمني كذلك معارك ضد الحوثيين وقوات صالح حول قواعد عسكرية مهمة في محافظة لحج إلى الشمال من عدن ومحافظة أبين على طول ساحل المحيط الهندي شرقي المدينة. وتتواصل المعارك بين المقاتلين المحليين المدعومين بالتحالف وقوات الحوثي وصالح في مدينة تعز الواقعة شمال عدن وفي مأرب، وهي منطقة قبلية شرق صنعاء وحول الضالع شمال شرقي عدن. يقول الناطق باسم مجلس قيادة المقاومة الشعبية علي الأحمدي - حسب وكالة الصحافة الفرنسية - إن «مقاتلي المقاومة نجحوا في السيطرة على معظم حي التواهي ومنشآته الحيوية». وأضاف أن هذه القوات استعادت قصر 22 مايو الرئاسي مقر قيادة المنطقة العسكرية الرابعة للقاعدة البحرية. وأكد الأحمدي أن «عملية تمشيط واسعة تجري للقضاء على آخر جيوب المقاومة للحوثيين وحلفائهم»، أي القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح. وأكد هذا الناطق باسم القوات الموالية لهادي أن المتمردين ما زالوا ينتشرون على أسطح مبان في الحي لكن «بأعداد صغيرة». وقالت مصادر عسكرية موالية لهادي إن المعارك في هذا الحي أسفرت عن سقوط 28 قتيلا وعشرات الجرحى خلال 24 ساعة. وأضافت أن 17 متمردا قتلوا، مشيرة إلى سقوط أحد عشر قتيلا في صفوف القوات الموالية لهادي. وقال القائد العسكري اللواء عبد الله صبيحي إن رجاله دخلوا إلى مقر قيادة المنطقة العسكرية الرابعة التي تمت استعادتها من الحوثيين. وأضاف: «نحن نحتفل بالنصر الذي نهديه إلى عائلات قتلانا وجرحانا». وأفادت مصادر يمنية بأن «مقاتلي المقاومة الشعبية يقومون بتمشيط المنازل والمقرات الحكومية في كل الأحياء السكنية في منطقتي التواهي والمعاشيق، تحسبًا لوجود أي «خلايا نائمة» تابعة لجماعة أنصار الله الحوثية فيها. وكانت المقاومة الشعبية في مدينة عدن تمكنت أمس من فرض سيطرتها على القصر الرئاسي، وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة، والقاعدة البحرية، ومبنى المخابرات في منطقة التواهي بعد معارك عنيفة مع مسلحي الحوثي منذ مساء أول من أمس الأحد. يذكر أن معظم مناطق ومديريات مدينة عدن باتت تحت سيطرة مقاتلي المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بعد مواجهات عنيفة مع مسلحي الحوثي. وﻗﺎﻝ ﻣﺼﺪﺭ ﻣﺴﺆﻭﻝ لـ«الشرق الأوسط»، بعد تمكن ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﺪﻋﻮﻣﺔ ﺑﻘﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻲ ﻟﻠﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ حي ﺍﻟﺘﻮﺍﻫﻲ، ﺃﻋﻠﻦ عشرات ﻣﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﻦ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟمخلوع ﻭﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ استسلامهم جراء ﺗﻮﻏﻞ ﻣﺪﺭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ. وكان رجال المقاومة قد عثروا ﻓﻲ المكان على ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻭﺍﻟﻤﻠﻔﺎﺕ، ﻭﺍﺗﻀﺢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻨﺔ أﻥ ﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﺟﻬﺎﺯ ﻣﺨﺎﺑﺮﺍﺕ مستقلا تتبعه ﻗﻮﺓ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﺳﻤﻬﺎ «ﻛﺘﻴﺒﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﺭ»، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻜﺘﻴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﻗﺒﻞ ﺇﻋﺎﺩﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﺻﻌﺪﺓ ﻣﻨﺬ أﻳﺎﻡ. وأضاف أن ﺍﻟﻤﻘﺮ ﺗﻢ ﻓﻴﻪ إﺟﺮﺍﺀ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﻣﻊ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﻴﻦ. ﻭﺗﺤﺘﻮﻱ ﺍﻟﻤﻠﻔﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ. وﺍﺗﻀﺢ أﻳﻀﺎ أﻥ ﻋﺪﺩا ﻣﻦ ﺿﺒﺎﻁ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﻦ ﻟﻠﻤﺨﻠﻮﻉ ﺷﺎﺭﻛﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ. ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺤﺘﻮﻱ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻭﺣﺪﺓ ﺗﺠﺴﺲ ﻧﺸﻄﺖ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ من ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻋﺪﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ. ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻟﺠﻨﺔ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ. وقالت مصادر في المقاومة، لـ«الشرق الأوسط»، إن رجال المقاومة تمكنوا أول من أمس من مداهمة أحد المنازل التي كان يختبئ فيها عناصر الانقلابيين الحوثيين بمنطقة التواهي بعدن. وأشارت إلى أنه وبعد دخول المنزل اكتُشف أنه مقر سري لقناة «المسيرة» بعدن، إذ تم العثور على وثائق تخص مراسل قناة «المسيرة» الذي أحضره الحوثيون إلى عدن بعد اجتياحها لعمل تقارير مفبركة تسيء لأبناء المدينة وتزور الحقائق والمجازر التي ترتكبها قوات الحوثي وصالح بعدن. وفي جبهة العند شمال لحج، أكد علي الأحمدي، الناطق باسم المقاومة الشعبية في عدن، أن المقاومة سيطرت في وقت متأخر من ليل أمس على معسكر لبوزة الذي كانت تسيطر عليه ميليشيات الحوثي وصالح. ويعد معسكر لبوزة هو أول موقع سيطرت عليه ميليشيات الحوثي وصالح أثناء انطلاقها من طريق تعز باتجاه عدن في مارس (آذار) الماضي، وكانت تتمركز فيه كتيبة تابعة للواء 35 مدرع قبل أن يصبح معسكرا للميليشيات. وأوضح الأحمدي أن «التقدم باتجاه العند يتم من جهة ردفان ومن جهة معسكر لبوزة، وأن السيطرة على قاعدة العند ستقطع طريق الإمدادات القادمة لميليشيات الحوثي وصالح من صنعاء عبر خط تعز عدن بكل تفرعاته». وتمكنت المقاومة الشعبية من السيطرة على مثلث العند القريب من قاعدة العند. وقال مصدر في المقاومة إنها سيطرت على المفرق عقب اشتباكات استمرت لساعات، مؤكدا أن المقاومة تتقدم صوب القاعدة العسكرية. وقالت مصادر إن «المقاومة تتريث في اقتحام القاعدة لوجود نحو 2000 معتقل وزعتهم الميليشيات على أرجاء القاعدة كدروع بشرية تحمي الميليشيات من غارات الطيران». وتأتي عمليات تحرير المناطق المحيطة بمدينة عدن بالتزامن مع تمشيط الجيوب والخلايا الحوثية داخل المدينة، حيث تدور في الأثناء معارك عنيفة في التواهي بين الجيش والمقاومة الشعبية من جهة، وبين ميليشيات صالح والحوثي من جهة أخرى. وتستميت ميليشيات الحوثي وصالح في محاولة لاستعادة سيطرتها على مدينة عدن بعد أيام من دحرها من معظم أجزاء عدن التي أعلنتها الحكومة مدينة محررة الجمعة الماضية. وفي محافظة الضالع شمال عدن، شن طيران التحالف الدولي سلسلة غارات على مواقع للحوثيين وصالح بشمال مدين الضالع. وقالت مصادر في المقاومة لـ«الشرق الأوسط» إن عددا من القتلى والجرحى سقطوا في صفوف الحوثيين. وأضافت أن قصفا مكثفا ﺍﺳﺘﻬﺪﻑ معسكر ﺍﻟﺼﺪﺭﻳﻦ بمنطقة مريس شرق مدينة قعطبة، يوم أمس الاثنين، سقط على أثره قتلى وجرحى من الحوثيين وتم نقلهم إلى مستشفى ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ، ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ منهم أسعف إلى مدينة دمت شمالا. واستهدف الطيران مواقع وتعزيزات عسكرية في الخط الرابط بين محافظتي قعطبة وإب شمال مدينة الضالع، كما استهدف محطة للمشتقات النفطية تابعة لشخص يدعى صادق سفيان، في منطقة شعور، واستهدف القصف أيضا موقعا للحوثيين بمنطقة سناح، والملعب الرياضي في قعطبة، وقرية المعزوب شمال مدينة قعطبة. وفي غضون ذلك شن طيران التحالف العربي ظهر أمس عدة غارات جوية استهدفت مواقع تسيطر عليها جماعة أنصار الله الحوثية مدعومة بقوات عسكرية موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، في محافظة صعدة شمالي اليمن. وقال سكان محليون في صعدة: «إن طيران التحالف شن أكثر من أربع غارات جوية استهدفت مواقع يتمركز فيها مسلحو الحوثي في مديرية «كتاف» ومديرية «ساقين» بمحافظة صعدة، المعقل الرئيسي لجماعة الحوثي. من جانب آخر، شن طيران التحالف العربي غارات جوية استهدفت منزل قائد عسكري موال لصالح في محافظة صنعاء. وقال سكان محليون - حسب وكالة الأنباء الألمانية - إن طيران التحالف شن الاثنين ثلاث غارات جوية على منزل اللواء مهدي مقولة، في مديرية سنحان بصنعاء، أسفرت عن تدمير المنزل وتضرر بعض المنازل المجاورة. يشار إلى أن اللواء مقولة يشغل منصب نائب رئيس هيئة الأركان لشؤون القوى البشرية في وزارة الدفاع اليمنية، وشغل منصب رئيس قيادة المنطقة الجنوبية العسكرية خلال حكم صالح.