عندما ينهي الشاب دراسته الثانوية او الجامعية يبدأ تفكيره فيما سيفعله في حياته العملية وبالطريقة التي يحصل بها على العمل من أجل كسب لقمة العيش، لذلك يتحدد اتجاه الشاب واختيار نوع العمل على أساس الدخل الذي يحصل عليه من هذا العمل، فيكون أمام خيارين إما الأعمال الحرة التي يزاولها بنفسه والتي لا تخضع لقوانين محددة أو امامه الأعمال الحكومية التي يمكنه من خلالها على الحصول على راتب معين نهاية كل شهر. أي ان هناك من يجد نفسه في العمل الحر الذي لا يخضع لقوانين وارتباطات معينة ويعتبرها مربحة أكثر من الناحية المادية، وآخر يلجأ الى العمل الحر لصعوبة توفر فرصة عمل له في مجال تخصصه مع قلة الوظائف الشاغرة في المؤسسات الحكومية فيفضل العمل الحر بدلاً من الانتظار الطويل في طابور الباحثين عن عمل. يوسف أحمد يعمل في سوق السيارات يقول ان العمل الحر أفضل من العمل في القطاع الخاص باعتباره يكسب دخلاً يومياً للفرد، بدلاً من انتظار الراتب الشهري، كما أنه غير مربوط بالأنظمة والقوانين التي تحتم عليه التقيد بها. واشار الى ان صعوبة الحصول على وظيفة في القطاع الحكومي جعله يتجه إلى العمل الحر، فوجد فيه عملاً مربحاً من الناحية المادية. اما ابراهيم عبدعلي فلديه محل لبيع ملابس واحذية للاطفال ويفضل العمل الحر، لكونه وجد فيه خيرا ومدخولاً غير محدود، فما ان نجح في محله الاول، بارك الله له بالخير وفتح له فرع آخر في منطقة اخرى. ويؤكد على ان الشباب يجدون صعوبة بالغة في الحصول على وظائف شاغرة وهذا ما جعل بعض الشباب يتجهون الى المشاريع الخاصة، خصوصا في ظل وجود مؤسسات تكفل الشاب وتشجعه على العمل الحر، مشيدا بدور تمكين الكبير في دعم مشاريع الشباب في البحرين. جعفر حسين لديه عمله الخاص في تسليك الكهرباء والماء، فمع بداية تخرجه من المرحلة الثانوية احب العمل الحر لعدم تقيده باي قوانين ودون تقيده بوقت معين للحضور والانصراف، فهو يفضل عدم التقيد لكونه يحب السهر ولا يناسبه الدوام في وقت مبكر. ومع زيادة خبرة جعفر في العمل وتوسعه اصبح يدير العمل لوحده وجلب له عاملين آسيويين يعملان معه، مشيرا الى ان العمل الحر يجعل الشخص يتقن عدة مهارات فهو يمارس الادارة والحسابات والمهارات الفنية والعملية ومسوق لعمله الخاص، مشيرا الى ان العمل الحر يتطلب من صاحب الحلال مباشرة العمل بنفسه وعدم الاعتماد على العمال فقط، ولهذا قد يحتاج الى مزيد من الوقت والجهد لكي يتحقق الربح المادي الكبير. ويقول محمد جعفر طالب في جامعة البحرين من وجهة نظري العمل في الجهاز الإداري أفضل من العمل الحر من الناحية المادية أو المعنوية، مستدركا الا ان حصول الشباب على وظائف تساعدهم على العيش بطريقة مأمونة حلم صعب المنال، لذلك نجدهم يتجهون نحو العمل الحر لعدم الحصول على الوظيفة العامة ولتحقيقها عائداً مادياً أكبر من عائد الوظيفة العامة. ويرى في تقديره الشخصي ان نسبة كبيرة من الشباب يرغبون في هذا النوع من الأعمال الحرة بدلاً من الانتظار الطويل في طابور الباحثين عن العمل للحصول على وظيفة.