باريس: «الشرق الأوسط» توجّه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أمس (السبت)، إلى منطقة الكوريز، معقله السياسي، جنوب غربي فرنسا، حيث ستكون كل أفعاله وتصرفاته موضع مراقبة شديدة، وذلك بعد الكشف عن علاقة سرية بينه وبين ممثلة. والدليل على الاهتمام الإعلامي الشديد بحياة الرئيس الفرنسي الخاصة توافد العشرات من الصحافيين الفرنسيين والأجانب، خاصة مراسلين للـ«بي بي سي» و«نيويورك تايمز» لحضور الاحتفال التقليدي بالعام الجديد في مدينة تول، التي كان هولاند نائبا عنها لوقت طويل. وغادرت الصحافية فاليري تريرفيلر، شريكة حياة الرئيس فرنسوا هولاند، مستشفى لابيتييه، مساء أمس، بعد أن عولجت لمدة ثمانية أيام من «أعراض تعب» حسب الرواية الرسمية. «الفرنسية الأولى» لم تعد إلى « الإليزيه» بل إلى قصر «لا لاتيرن»، وهو منزل تاريخي ملحق بقصر «فيرساي» غرب باريس، كان مقرا للنبلاء في رحلات الصيد قبل أن يوضع، منذ 2007، تحت تصرف رئيس الجمهورية. وقد تعرض المنزل للترميم بعد أن أبدت سيسيليا، زوجة الرئيس السابق ساركوزي، رغبتها في الإقامة فيه، قبيل انفصالها عنه. كما كان هولاند وتريرفيلر وأبناؤها من زوجها السابق وأفراد من عائلتها قد أمضوا ليلة رأس السنة، في «لا لاتيرن»، دون أن تكشف مجلة «كلوزر» أن الرئيس أمضى الليلة السابقة لرأس السنة في شقة عشيقته جولي غاييه. وتمكّن هولاند من الصمود أمام العاصفة طوال الأسبوع، حيث فرض أجندته السياسية، باستثناء زيارة الخميس لفاليري تريرفيلر (48 عاما) شريكة حياته منذ 2005، كانت الأولى له منذ دخولها المستشفى في العاشر من يناير (كانون الثاني) الحالي مصابة بتعب شديد، بحسب مقربين منها. وكان دخول تريرفيلر المستشفى في اليوم نفسه الذي نشرت فيه مجلة «كلوزر» ملفا خاصا بعنوان «قصة الحب السرية» عن علاقة للرئيس بالممثلة السينمائية جولي غاييه. وافتتح الرئيس الفرنسي، أمس (السبت)، مركزا للدرك وثكنة لرجال الإطفاء في بلدة فيجوا، التي كان مستشارها العام حتى انتخابه رئيسا في مايو (أيار) 2012. وعلى أثر ذلك، يتوجه هولاند (59 سنة) إلى مدينة تول، لحضور احتفال توجيه التمنيات بالعام الجديد. وتقول الصحف المحلية إنه في آخر زيارة له إلى هذه المدينة في 20 يوليو (تموز) كانت ترافقه جولي غاييه (41 سنة). وتتساءل الصحف منذ أيام عن تاريخ العلاقة بين هولاند وغاييه، وما إذا كانت بدأت قبل انتخابه في مايو (أيار) 2012 أم بعد ذلك. وحتى الآن، لم يعترف فرنسوا هولاند، الذي لم يتزوج أبدا، وإن كان له أربعة أبناء مع المرشحة السابقة للرئاسة سيغولان روايال، سوى بأن حياته مع تريرفيلر تمرّ بلحظات «مؤلمة»، واعدا بتوضيح الموقف قبل زيارته الرسمية للولايات المتحدة في 11 فبراير (شباط) المقبل. ويُفترض أن تكون فاليري تريرفيلر، التي لا ترافق هولاند في كل زياراته، مع الرئيس في هذه الزيارة، وذلك بناء على دعوة الرئيس باراك أوباما. وقال الخبير السياسي جان دانيال ليفي يرى أن «الكلمة ليست له، بل هي التي سيكون لها القرار الأخير». وكشف استطلاع للرأي نشر، أمس (السبت)، أن غالبية الفرنسيين (62 في المائة) يرون أنها «مسألة خاصة لا تعني سوى فرنسوا هولاند»، وأقر نحو 70 في المائة منهم موقف هولاند الذي رفض الثلاثاء، خلال مؤتمر صحافي مهم، الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بحياته الخاصة، مما سبّب خيبة أمل كبيرة للصحافة الأجنبية، ولا سيما البريطانية. وعدّ باتريك ايفينو المؤرخ الإعلامي أن «فرنسا تختلف كثيرا عن الدول الـ(أنغلو - ساكسونية)، حيث لا توجد أحكام أخلاقية على حياة الرئيس الخاصة، وما إذا كانت له علاقة مزدوجة. لذا لن يكون لهذه القضية تأثير سياسي على صورته». وهي المرة الثانية في تاريخ الجمهورية الخامسة التي يشاهد فيها الفرنسيون رئيسهم يعيش حالة ميلودراما عاطفية. ففي 11 أغسطس (آب) 2007 وقع خلاف بين الرئيس اليميني نيكولا ساركوزي وزوجته سيسيليا، بينما كان ينتظرهما الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش وأسرته كلها في ولاية ماين، شمال شرقي الولايات المتحدة، مما شكل مادة دسمة لصحف الإثارة. وعلى الأثر انفصل الزوجان بالطلاق، وتزوج ساركوزي من جديد عارضة الأزياء السابقة والمغنية كارلا بروني، التي أنجب منها ابنة خلال وجوده في الرئاسة.