×
محافظة حائل

«الجوازات» تستأنف تصحيح أوضاع اليمنيين في حائل

صورة الخبر

أصدر الأكاديمي التربوي علي أحمد هلال كتاب «الدير... سيرة ذاتية»، فقد بحث الكاتب المقولات التي تتحدث عن عدد قرى البحرين قديماً، والتي بحسب المؤرخين القدماء تجاوز 360 قرية، وقدّم استدلالاته على ذلك؛ مستعرضا أسباب الازدهار والانحسار من عوامل خارجيَّة وداخلية. واعتمد الكاتب منهجيَّة جشتلتية ( من الكل إلى الجزء)، فيما تصدرت الكتاب كلمةٌ للعلامة الغريفي، وتقريضٌٍ شعريٌ للشاعر محمد سلمان الموسوي. وبدأ الكاتب بمقدمة استعرض فيها أسباب الكتابة ومعاناته في هذا المشروع، وشرع بالحديث عن البحرين بشكلٍ عام وسماتها الجغرافية وخصائصها المتميزة التي جعلتها محط أنظار الطامعين. واستعرض أهم الأحداث التي تعرضت لها وطبيعة آثارها على السكان، والبنية الاجتماعية لهذه الجزيرة. إلى ذلك يقول الكاتب علي الديري: «لما كانت القرية هي الخليّة الأولى، فقد ركّزت على قرى البحرين، وإن لم أغفل الحديث عن أهم مدنها المنامة والمحرّق. وبحثت المقولات التي تتحدث عن عدد قرى البحرين قديماً، وملت مع المؤرخين القدماء من أن عدد القرى تجاوز 360 قرية». وفي هذا السياق قدّم الكاتب استدلالاته على ذلك؛ مستعرضا أسباب الازدهار والانحسار من عوامل خارجيَّة وداخلية، وعرض بعض الأحداث الفاعلة في الانحسار من الخارج والأحداث الفاعلة من الدّاخل. حتى إذا انتهى استطراده في ذلك؛ اتجه بقلمه إلى الوقوف على مسار سماهيج والدير الجغرافي بوصفهما شقيقتين تاريخا وجغرافيا، فتقصى موقعهما من خلال التسلسل الزمني في الخرائط الجغرافية عبر العصور التاريخية المتعاقبة، ابتداءً في 1480م حتى الزمن المعاصر؛ ليقف في النهاية على موقع الدير في مساحة جغرافيتها. وحتى إذا حاصر الكاتب الدير في محور الكتابة؛ دخل في الحديث عن الدير ومسماها وتاريخ معبدها ( الديَّر ) على خلفية أسقفية سماهيج، وماحدث فيها من خلافات، وتطرق إلى صاحب الدير عبر تساؤلات حول شخصيته، ولم ينس الكاتب دخول النصرانية وأهم مراكزها في شبه الجزيرة العربية، واعتناقها من قبل عبدالقيس، وآثار ذلك في أدبيات التاريخ قبل دخولها في الإسلام. واستعرض الكاتب علي أحمد هلال في كتابه بعد ذلك موقع الدير الجغرافي وطبيعة الأرض وخصائصها معتمداً على « أن الأرض هي الجغرافيا وحركة الإنسان عليها هو التاريخ» والتفاعل بينهما والتأثير والتأثر، وتحدث عن المياه، عيونا وكواكب، والبساتين، ثم وضح طبيعة المجتمع والسكان وأصوله ونمط السكن وأشهر العائلات فيه. وفي ذلك يوضح «استطردت في الحديث عن المجالس المحلية بوصفها مؤسسات أهلية يجتمع فيها أهل الحل والعقد، ودورها في حل مشاكل المجتمع، متطرقاً إلى الضبط الاجتماعي بأنواعه الخارجي والداخلي والرسمي والأهلي، مستعينا ببعض العلوم الاجتماعية، وعدّد أشهر المجالس المحلية، وأشفعتها ببعض الكيانات التي تؤسس للتجانس الاجتماعي كالبرائح والدكاكين مؤرخاً لأشهرها وآثارها». ثم عقد فصلاً خاصاً لمهنة الأهالي وفي مقدمتها، الغوص وصيد السمك؛ متوقفاً عند هذه المهنة (مهنة صيد السمك) متتبعاً أشهر المصائد والأدوات وتطوراتها، وطعوم الأسماك ومُتغيراتها، وثقِل هذه المهنة وأثرها على كميات الصيد في الأسواق الوطنية. كما عقد فصلاً خاصّا بتقاليد الزواج وعاداته لدى السكان منذ القدم، ومارافقها من أهازيج وأغاني وتراث شعبي، ثم أفرد للتعليم مساحة لا بأس بها، كتب فيها عن البنية الثقافية التحتية والتعليم الأهلي، والتركيز على المشهد الثقافي التعليمي في السبعينيات، وكتب عن بعض العلماء الذين كان لهم حضور في المجتمع تحت عنوان «علماء مرّوا من هُنا» والأدوار التي كانوا يمارسونها، والتعليق عليها. وأشفع ذلك بالحديث عن رجالات القرية الذين شيّدوا أرضية التعليم بعصاميتهم عبر التعلم الذاتي في غياب المدارس النظاميَّة، وبين سيرتهم وطبيعة ثقافتهم وأثرها. أما المؤسسات فقد أفاض في الحديث عنها مؤرخاً لتكوينها ورسالتها تحت عناوين: (المساجد، المآتم، الجمعيات الاجتماعية الأخرى: الصندوق الخيري، النادي، جمعية الهدى، وتحدث عن نشاطاتها مضمناً متونها الوثائق التي تعكس مصاديق تأسيسها ونشاطاتها. وخصّص صفحات معينة للتعليق على مساجد التلال الأربعة في القرية. مبينا خصائص تلك المساجد دون غيرها. ولم يفت الباحث علي هلال الحديث عن أهم المصائف وفي مقدمتها ريّا وأم نخيلة وخُسيفة. أما قبيلة عبدالقيس فقد بحث في جغرافيتها وأصولها وأعراقها مُعتمدا على التاريخ القديم وسلالات قبائل العرب العدنانيين والقحطانيين وعلاقة عبدالقيس بسكان سماهيج والدير. وختم الكتاب بفصل تحت عنوان «متفرقات» استعرض فيه الطب البديل -الطب الشعبي- الذي اشتهرت به القرية وأشهر ممارسوه، وقصة الصراع مع البحر ونكباته، ثم كارثة طائرة الأيرباص العام 2000م وضحاياها.