كثفت تونس مشاوراتها مع شركائها الأوروبيين بهدف تجاوز تداعيات الهجوم الإرهابي على منتجع سوسة الذي أودى بحياة عدد من السائحين الأجانب في يونيو/ حزيران الماضي، وتعزيز جهودها في مكافحة الجماعات المسلحة. وأجرى رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد أمس الإثنين (20 يوليو/ تموز 2015) مباحثات مع مسئولين بالاتحاد الأوروبي وعدد من وزراء الخارجية الأوربيين في بروكسل بشأن طرق دعم تونس في مجالي مكافحة الإرهاب والتنمية. ويشارك الصيد يرافقه وزير الخارجية وكاتب الدولة المكلف بالشئون الأوروبية في اجتماع مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المخصص للملف الأمني ومكافحة الإرهاب. وتطالب تونس بدعم أكبر من شركائها الأوربيين في حربها ضد الجماعات المسلحة عبر المال والعتاد وبمساعدات لإنعاش اقتصادها المتعثر لا سيما بعد الهجومين الإرهابيين في باردو وسوسة الذين خلفا نحو 60 قتيلاً من السياح. في الأثناء، زار الرئيس الفرنسي السابق وزعيم حزب الجمهوريين اليميني نيكولا ساركوزي تونس أمس معلناً دعمه لـ «معركة الحضارة ضد الوحشية»، في هذا البلد. وقال ساركوزي في متحف باردو حيث وضع إكليلاً من الورود تكريماً لضحايا الهجوم إن «هدف الزيارة بسيط جداً: تونس تعيش أوقاتاً صعبة جداً وأصدقاء تونس يجب أن يكونوا هنا عندما تكون الأمور على ما يرام وعندما لا تكون كذلك». وقال ساركوزي الذي استقبله أمس الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إن «السبب الثاني لهذه الرحلة هو أن التونسيين لا يخوضون مجرد معركة من أجل تونس... إنها معركة تذهب أبعد من تونس وحدها. إنها معركة من أجل الحضارة ضد الوحشية». أمنياً، أعلنت وزارة الداخلية التونسية أمس عن توقيف ثمانية عناصر هددت بتنفيذ عمليات إرهابية ضد أهداف سياحية واغتيالات سياسية. وأفادت الداخلية، في بيان لها أمس، بأن العناصر الموقوفة كانت تحرض على التهديد بالقيام بعمليات إرهابية واستهداف المناطق السياحية والتهديد باغتيال شخصيات سياسية وأمنية ودعم إحدى التنظيمات الإرهابية بالمواقع الاجتماعية على الإنترنت.