أثار تبنّي «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» اغتيال جنود جزائريين، مخاوف من تمدُّد التنظيم إلى غرب البلاد، بعدما اقتصر نشاطه لسنوات في منطقة الوسط مفسحاً في المجال أمام أنصار «داعش» للتحرُّك في الجنوب. وأكدت وزارة الدفاع الجزائرية، اغتيال تسعة جنود وجرح اثنين في جبال عين اللوح في ولاية عين الدفلى (140 كلم غرب العاصمة)، بعدما أعلن التنظيم قتله 14 جندياً والاستيلاء على أسلحتهم، ما أحدث «صدمة» لدى الرأي العام، لا لتزامن الهجوم مع ثاني أيام عيد الفطر فحسب، بل أيضاً لأنه بدّد تأكيدات الأجهزة الأمنية دحرها الإرهاب المتمثل بـ «القاعدة». وأشار بيان الوزارة بعد ساعات على تعرُّض الجنود لإطلاق نار، إلى «تطويق المنطقة وبدء عملية تمشيط واسعة لمطاردة المجرمين، وكشف مخابئهم وتدميرها». ورأت الوزارة أن «مثل هذه الأعمال الإجرامية يأتي بعد ضربات موجعة تلقّتها الجماعات الإرهابية، وخسائر فادحة تكبدتها في الأشهر الأخيرة». ولفت المراقبين تأخُّر بيان وزارة الدفاع الجزائرية، 24 ساعة بعد العملية، ما فتح الباب لتكهنات عن مقتل 11 - 13 جندياً، ما يقرّب حصيلة القتلى إلى تلك التي أعلنها بيان نُسِب إلى مؤسسة «الأندلس» الذراع الإعلامية للتنظيم الإرهابي. واللافت كذلك توقيت العملية في فترة عيد، إذ تَعمَد الوزارة عادة إلى منح إجازات لعدد كبير من العاملين لديها، ما «أخّر رد فعل سريعاً من الجيش». واستهدف عناصر «القاعدة» الجنود في منطقة غابات، ونَشَرَ الإرهابيون صور أسلحة وذخائر قالوا أنهم غنموها. وأعادت العملية خلط الأوراق في معادلة نشاط المسلحين في الجزائر، إذ توقع كثيرون من المراقبين أن يتبنّاها فرع «داعش» المسمّى «جند الخلافة»، خصوصاً أن عدداً كبيراً من المسلّحين شارك فيها. لكن تبنّي «القاعدة» الهجوم يشير إلى نقل نشاطه إلى الغرب الجزائري، وتخلّيه عن مواقعه التقليدية في منطقة القبائل، حيث ينشط «داعش» الآن. ويبدو أن الجيش الجزائري كان يُدرك وجود تجمُّعٍ لإرهابيين في غابات عين الدفلى، إذ أعلن قتل أربعة مسلحين خلال شهر رمضان في مناطق قريبة من مكان العملية الأخيرة. ولاحظ متابعون للدعاية الإعلامية لـ «القاعدة» أن التنظيم ما زال يعتمد على مؤسسة «الأندلس» التي أسّسها صلاح أبو محمد المعتقل في سجن جزائري، ذلك أن المؤسسة أوردت تبنّي الهجوم بعد نحو 12 ساعة على تنفيذه.