نقلت صحيفة سورية أمس الخميس عن مصدر دبلوماسي في باريس أن مؤتمر جنيف 2 الهادف إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية سيعقد في 12 ديسمبر، وأكد مصدر دبلوماسي غربي في باريس لصحيفة «الوطن» المقربة من السلطة «أن وزير الخارجية الأمريكية جون كيري أبلغ نظيره الفرنسي لوران فابيوس أن واشنطن وموسكو تسعيان لعقد المؤتمر الدولي حول سورية في 12 من ديسمبر القادم»، وأشار المصدر إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «سيعلن ذلك رسميا في 25 نوفمبر الحالي»، وأضافت الصحيفة أن مصدرًا سوريًا مطلعًا لم تسمه في دمشق «لم يستبعد هذا التاريخ»، وقال المصدر السوري للصحيفة «إن هناك اتصالات مستمرة مع الجانب الروسي للبحث في تفاصيل وإجراءات وتاريخ المؤتمر». من جهته، أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطاب ألقاه في ذكرى عاشوراء وسط عشرات الآلاف من مؤيدي في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس الخميس أن مقاتلي حزبه «باقون» في سوريا «في مواجهة الهجمة الدولية الإقليمية التكفيرية» (حسبما قال)، وزعم نصرالله الذي ظهر شخصيا في اطلالة علنية نادرة لإحياء مراسم عاشوراء «إن وجودنا في سوريا هو كما أعلنا في أكثر مناسبة بهدف الدفاع عن لبنان وفلسطين والقضية الفلسطينية، وعن سوريا، حب المقاومة وسندها في مواجهة كل الأخطار التي تشكلها هذه الهجمة الدولية الاقليمية التكفيرية على هذا البلد» (حسبما قال). ميدانيًا، استمرت لليوم الخامس على التوالي الاشتباكات العنيفة في شرقي مدينة حلب بين جيش النظام المدعوم بميليشيا حزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس وعناصر من الحرس الثوري الإيراني، وبين مقاتلي المعارضة المسلحة بمن فيهم داعش والنصرة، فيما واصلت قوات النظام قصف حلب بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والطائرات التي أغارت على أحياء طريق الباب ومساكن هنانو وجبل بدرة، بينما دكت المدفعية المناطق القريبة من اللواء 80 الذي تعرض ومطار حلب الدولي لقصف بعشرات القذائف والصواريخ محلية الصنع من قبل الثوار، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الأطراف كافة، بحسب تقرير لقناة العربية. وفي سياق متصل، أرسلت المعارضة المسلحة التي أعلنت سابقا النفير العام، تعزيزات عسكرية كبيرة، إلى حلب للمشاركة في الدفاع عنها ضد قوات النظام التي تسعى جاهدة لاستردادها، بعدما حققت تقدما فيها خلال الأيام الماضية. من جهة أخرى، أفاد مركز حماة الإعلامي باشتداد معارك ريف حماة الشمالي بين الجيش الحر وقوات النظام، حيث استهدف الجيش الحر حواجز الغربال والسمان وأكفر بالمدفعية الثقيلة وصواريخ غراد، كما حقق إصابات مباشرة، في حين قصف طيران النظام بالبراميل المتفجرة جسر بيت الرأس بسهل الغاب في ريف حماة، ما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى، كما استخدم القنابل الفراغية في قصف العقيربات بريف حماة الشرقي. وفي العاصمة دمشق، قصفت قوات النظام بمدفعية الهاون منطقة المادنية في حي القدم، كما استخدمت راجمات الصواريخ في قصف مخيم اليرموك، فيما يستمر القصف المدفعي والصاروخي على مدن وبلدات ريف دمشق وسط اشتباكات مع الجيش الحر على معظم الجبهات.