نظم سكان حي راقٍ في مدينة روما وأهالي قرية في شمال إيطاليا احتجاجات غاضبة ضد المهاجرين غير الشرعيين، حيث أضرم سكان القرية النار في أثاث مبنى معد للمهاجرين في محاولة لمنع السلطات من إسكانهم. وتخطط السلطات في قرية كويتو لإسكان أكثر من 100 مهاجر في شقق سكنية فارغة، إلا أن سكاناً دخلوا أحد المباني وأخرجوا الأسرّة والفراش وأجهزة التلفزيون المعدة للقادمين الجدد وأضرموا فيها النار. وبعد ذلك، نصب المحتجون خياماً، ونقلت صحيفة «كوريرا ديلا سييرا» قول بعضهم: «لن نذهب إلى منازلنا حتى يغادروا. هذا غزو». وتستضيف إيطاليا حالياً أكثر من 80 ألف مهاجر عبروا مياه البحر المتوسط هرباً من الحرب والاضطهاد والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا. ومن بين هؤلاء أفارقة، بخاصة من اريتريا وسوريون. وقال رئيس منطقة فينيتو (شمال) لوكا زايا للتلفزيون الإيطالي أنه يتفق مع المحتجين، منتقداً «أفرقة» منطقته. وأضاف: «هذا إعلان حرب على مَن لا يفهمون ما يعنيه إسكان المهاجرين إلى جانب عائلات لديها أطفال صغار». تزامناً، نُظِّم احتجاج آخر في ضاحية كاسال سان نيكولا الراقية في شمال العاصمة روما، حيث اصطدمت الشرطة مع مئات السكان الذين احتجوا على وصول نحو 20 مهاجراً إلى منطقتهم. وهتف المتظاهرون: «لا يمكنكم أن تحضروهم إلى هنا» و «نحن نخاف على بناتنا»، فيما شكّلت نسوة سلسلة بشرية لمحاولة منع حافلة المهاجرين من العبور. واندلعت اشتباكات بين المتظاهرين والشـــرطة الذين رافقـــوا المهاجرين إلى مدرســــة تحــولت إلى مركز استقـــبال للمهاجرين. واعتُقل متظاهــــران بسبب الاشتباكات التي أُصيــــب خــــلالها 14 شرطياً بجروح طفيفة. ودانــــت سلطات العاصمة الاحتجاجات، مشيرةً إلى أن موقع المركز اختير بدقة طبقاً للقانون. وتتعرض موارد إيطاليا إلى ضغوط شديدة بسبب تدفق المهاجرين. وترغب وزارة الداخلية في توزيع العبء على مختلف المناطق، إلا أن حكومات محلية عدة، لا تملك مرافق كافية لإيوائهم بخاصة في المناطق الشمالية. وتستضيف منطقة لومباردي التي تُعتبَر من أغنى مناطق إيطاليا، نحو في المئة من اللاجئين فيما تستضيف منطقة فينيتو 4 في المئة وليغوريا 2 في المئة. وجميع هذه المناطق في شمال البلاد. وتستقبل صقلية حالياً 22 في المئة من المهاجرين، وفق الأرقام الرسمية التي نشرت في حزيران (يونيو) الماضي.