لندن - رويترز: تستعد مصافي النفط في منطقة البحر المتوسط لعودة الخام الإيراني إلى السوق والتي قد تؤدي إلى انخفاض الأسعار وزيادة الأرباح عقب تخفيف العقوبات الغربية بموجب اتفاق نووي تاريخي. واعتادت مصافي النفط الأوروبية في السابق على صادرات النفط الإيراني قبل فرض العقوبات الغربية على إيران المنتج المهم في منظمة أوبك عام 2012 بسبب برنامجها النووي وهو ما أدى إلى هبوط صادراتها إلى النصف لتزيد قليلا عن مليون برميل يوميا. وقال متحدث باسم شركة هيلينيك بتروليوم أكبر شركات التكرير في اليونان "لطالما كانت إيران شريكا قيما... نتطلع لعودة إيران إلى السوق" مؤكدا أن شركته لن تشتري أي خام قبل رفع العقوبات رسميا. وأضاف أن "كميات النفط الخام التي ستدخل من جديد إلى سوق البحر المتوسط ستقلل الأسعار وستوفر المزيد من الخيارات لشركات التكرير في المنطقة". وعلى الرغم من عدم وجود تفاصيل حول كيفية تخفيف العقوبات عن قطاع النفط أشار مسؤولون إيرانيون إلى أنهم سيحاولون الوصول بصادرات الخام إلى أوروبا إلى أقصى مستوى ممكن واستعادة الحصة السوقية التي تتجاوز 40 بالمئة هناك. ويتوقع محللون أن يسمح الاتفاق لطهران بزيادة صادراتها النفطية بما يصل إلى 60 بالمئة في غضون عام. وستكثف زيادة كميات النفط الخام الضغوط على سوق يعاني بالفعل من تخمة كبيرة في المعروض. لكن بالنسبة لشركات التكرير فإن انخفاض سعر اللقيم يعني زيادة الأرباح. وكان الخام الإيراني يمثل نحو 25 بالمئة من كميات النفط الواردة إلى هيلينيك قبل عام 2012. وتأهبت الشركة اليونانية للخام الإيراني مثلها مثل الكثير من شركات التكرير في منطقة البحر المتوسط. وأجرى مشترو النفط الأوروبيون ومن بينهم شركة إيني وساراس الإيطاليتان مباحثات مع مسؤولين من شركة النفط الوطنية الإيرانية في أوروبا وطهران خلال العام الماضي تحسبا لتخفيف العقوبات. وقالت متحدثة باسم شركة النفط الأسبانية سيبسا "كان الخام الإيراني إلى حد كبير جزءا من إمداداتنا وحافظنا على علاقة تجارية طويلة معهم". وأبلغت سيبسا رويترز في بيان "إذا جرى رفع العقوبات -كما يبدو- سيصبح الخام الإيراني بالتأكيد من جديد بديلا يوضع في الحسبان". واستمر المشترون الآسيويون وخصوصا الصين والهند واليابان في شراء كميات محدودة من الخام الإيراني خلال السنوات الماضية. وقال إحسان الحق وهو استشاري أسواق في كيه.بي.سي "بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر من الآن من المحتمل أن ترى تدفق بعض الخام الإيراني إلى أوروبا وآسيا". وتتوقع كيه.بي.سي ارتفاع الصادرات الإيرانية خلال تلك الفترة بما بين 300 ألف و400 ألف برميل يوميا منها 150 ألف برميل يتوقع أن تصل إلى أوروبا. وقال إحسان الحق "يعني هذا خاما أرخص لمصافي النفط بمنطقة البحر المتوسط وخصوصا الدول الصغرى التي تأثرت بمشكلات اقتصادية مثل اليونان".