أكدت عضو الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية الفنانة بزة الباطني أن رسام التراث الشعبي أو رسام اللوحات التراثية المعاصر يواجه أزمة كبيرة تكمن في أن كثيراً من جوانب التراث كانت في الماضي والباقي يختفي بسرعة البرق من حياتنا المعاصرة، موضحة وجود مشكلة في التسجيل الفني للمناسبات الدينية والتراثية، مشيرة إلى أن المشكلة التي يعاني منها هذا التسجيل الفني تكمن في أن الرعيل الأول الذين عاشوا هذه المناسبات غاب أكثرهم عن حياتنا، مؤكدة أن الفنان المعاصر لن يستطيع تسجيل هذه المناسبات في لوحاته، بعد أن أصبحت المربيات الأجنبيات هن من يقمن بإحياء هذه المناسبات مع الأطفال. وأوضحت الباطني، في تصريح لوكالة أنباء البحرين، أن رسومات الأوائل ستلهم فناني العصر الحديث بالإحساس بهذه المناسبات، على سبيل المثال الاحتفال بشهر رمضان والأعياد الفطر والأضحى، وما تتخلله هذه المناسبات من مظاهر احتفالية، وطقوس تقليدية، مشيرة إلى أن الفنان التشكيلي هو المؤرخ الذي يسعى لحفظ تاريخ بلاده، العاشق لحنين الماضي، موضحة أن الفنانين التشكيليين الخليجيين أبدعوا في تخليد تراث بلادهم لا من خلال الرسم فقط لكن من خلال أيضاً النحت بالحجر والرخام والخشب والتمثيل بالخزف وغيره، مشيرة أيضاً إلى وجود المصممين الذين أعادوا تصنيع كثير من الأدوات والأزياء التراثية وحتى الألعاب الشعبية بشكل عصري جميل. وأكدت الباطني على إبداع الفنانين الأوائل في رسم المرأة البدوية والبراقع، مضيفة «وهي من الأزياء الشعبية الآن، كما أبدعوا برسم السفن والقلاليف وهم من كانوا يعملون في صناعة السفن في السابق ثم حلت محلهم العمالة الآسيوية، كما أن الأحياء الشعبية والأسواق القديمة اختفت وحلت محلها أحياء وأسواق حديثة مشابهة لكنها تفتقد للأصالة». كما أكدت أن كل ما تركه الرعيل الأول سيظل ملهماً للفنانين التشكيليين، كما أن التطور الذي تمر به مدن دول مجلس التعاون يمكن أن يكون مادة جيدة للفنانين على اختلاف أساليبهم وتستحق أن تخلد في الأعمال الفنية، مشيرة إلى أن الإنسان منذ بدء البشرية وهو يسجل الأنشطة اليومية وما تحتويه البيئة من نباتات وحيوانات وما يستخدمه من أدوات على جدران الكهوف، ثم من خلال ألواح الطين، تلتها فيما بعد مرحلة صنع المجسمات التي تسجل حروبه، وتعبر عن معتقداته.