أكد باحثون أن البيوت التراثية بمختلف مراحل بنائها تعتبر بمثابة كنز يجب المحافظة عليه ورافداً يغذي ثقافة وسياحة المملكة. وقال رئيس جمعية آثار وتاريخ البحرين عيسى أمين المحافظة على البيوت التراثية المبنية في مختلف الفترات الزمنية خطوة مهمة يجب القيام بها على وجه السرعة حفاظاً على هذا الإرث من الاندثار وأي خطوة في هذا الاتجاه يعتبر خطوة متقدمة في سبيل الحفاظ على جزء مهم من تراث وتاريخ البلد. وأوضح أن التراث ينقسم إلى نوعين شفهي وهو القصصي والذي يعتمد على السرد والثاني هو الملموس، والذي يتمثل في البيوت القديمة، وكذلك الصناعات المختلفة كالخوص والفخار وغيرها وأنه يتوجب الحفاظ عليها بما في ذلك الطقوس المختلفة التي تتصادف مع بعض المناسبات كالأعراس بالإضافة إلى غيرها من الحالات الاجتماعية كما يحدث مع ختان الأطفال. وأكد أمين على ضرورة استخدام البيوت التراثية المرممة والاستفادة منها في مختلف المجالات كأن تكون مراكز للمعلومات، أو صالات ثقافية، مجالس اجتماع لأهالي المنطقة، أو حتى مجالس فنية وموسيقية، وألا يقتصر ترميم البيوت القديمة غير المسكونة من أهلها على جانبها المادي وبقائها من ضمن الملك الخاص لأصحابها دون الانتفاع بها كقيمة ثقافية وتاريخية مهمة. ولفت إلى أن جمعية تاريخ وآثار البحرين منذ نشأتها تدعو للمحافظة على الآثار والموروثات على جميع المستويات، مؤكداً نحن كجمعية دائماً ما نركز من خلال برامجنا المتنوعة من محاضرات وملتقيات وندوات على التوعية بكل ما يتعلق بتاريخ وآثار وتراث البحرين. من جانبها قالت الباحثة كوثر التيتون ان المحافظة على البيوت القديمة بمختلف مراحلها منذ مرحلة ما قبل النفط إلى الفترة الانتقالية ومن ثم فترة الربع الأخير من القرن الماضي يعتبر حفظاً لتراث البلد وتغذية لجوانب ثقافية مهمة للغاية، حيث انه من الواجب تعريف الجيل الجديد بالواقع المعماري في السابق بل لا يقتصر الأمر على هذا إذ من الضروري الاهتمام بالجانب السردي وكيف كان الناس يعيشون بذلك الوقت. وأضافت إذا لم يتم الاعتناء بالبيوت التراثية بمختلف مراحلها فإن تاريخ البلد سيفقد مكوناً أساسياً من تكوينه، يجب علينا استلهام التجارب المماثلة في البلدان الأخرى والاطلاع عليها حيث ان الاهتمام بالبيوت التراثية اهتمام بجانب ثقافي وتوثيقي مهم. وتابعت كما أن الحفاظ على هذه البيوت كمصدر تراثي سيكون له وقع ممتاز على واقع السياحة في البحرين ورافد مهم من الروافد التي ستنشط السياحة الثقافية.